الزنا ودليل تحريمه
خلق الله سبحانه وتعالى الذكر والأنثى وجعل لكل منهما غرائز وطبائع تولد فيهما ميل غريزي ورغبة جامحة للاتصال. والذي يكون ثمرته التوالد والتناسل حفاظاً على الجنس البشري وتعميراً للكون . ولتحقيق هذا الهدف المنشود فقد شرع الله تعالى الزواج ووضع له الأحكام والضوابط الشرعية اللازمة لكي يعيش الزوج مع زوجته في طمأنينة ومودة ومحبة وبه تنشأ أسرة مسلمة صالحة لبناء مجتمع سليم على الطريق المستقيم مصداقا لقوله تعالى :”وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ” (سورة الروم: آيه ٢١). غير أن هناك من البشر من يخالف أحكام الله ولا يراعي تنظيم الزواج وأحكامه فيعيثون في الأرض فساداً فبدل الزواج يلجؤون إلى الزنا. والزنا جريمة عظيمة بل وتعد من أكبر الجرائم التي تؤثر على تكون الأسرة تأثيراً مباشراً فهي تصيب العرض والشرف فهي بذلك تؤدي إلى زعزعة وتصدع المجتمع وتفككه وانهياره.
الدليل على التحريم:
عن أبي هريرة أن رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- قال: “لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن، ولا يشرب الخمر حين يشرب وهو مؤمن، ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن، ولا ينتهب نهبه، يرفع الناس إليه فيها أبصارهم حيم ينتهبها وهو مؤمن” (صحيح البخاري: حديث رقم ٢٤٧٥).
راوي الحديث:
هو عبد الرحمن بن صخر من ولد ثعلبة بن سليم بن فهم بن غنم بن دوس اليماني. وهو من أصل أزد القحطانية وهي واحدة من أشهر القبائل العربية. الراجع نسبها إلى دَوس بن عدنان بن عبد الله بن زهران بن كعب بن الحارث بن كعب بن عبد الله بن مالك بن نصر وهو شنوءة بن الأزد. أسلم سنة 7 للهجرة وتوفي عام ٥٩ للهجرة.
معنى الحديث:
ليس مؤمنا الإيمان الكامل، عنده نقص في إيمانه، وليس معناه أنه كافر. فقوله: لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن؛ يعني: الإيمان الواجب الكامل، لو كان عنده إيمان كامل ما زنى. لكن عنده نقص، فلهذا وقع في الزنى، وقع في الخمر، مع نقص إيمانه. لأن الرسول صلى الله عليه وسلم أمر في حق الزاني أن يحد، يقام على الزاني الحد، ويكون الحد كفارة له.
فوائد الحديث:
المنفي هو كمال الإيمان لقول ابن عباس “ينزع منه نور الإيمان في الزنى”. الفروق بين الزاني التائب والمُصر على المعصية، فيكون إيمانه كاملاً بإذن الله تعالى. وقوع العقاب على فاعله كان له كفارة من عقاب الآخرة.