التعليم

استخدام الجداول البصرية كتقنية مساندة لتعليم طيف التوحد

يعد طيف التوحد من الإعاقات صعبة التطور التي بدأ التعرّف عليها قبل حوالي 60 سنة. بناء على ذلك توصل العلماء إلى أن طيف التوحد مرض عضوي وليس نفسي. ولهذا يُعتبر من الاضطرابات التي لا يُمكن علاجها وإنما تتطور سلوكيات الشخص المصاب به بالعلاج السلوكي ونحوه.

من الضروري استخدام استراتيجيات التعلم البصرية والتي تُعد من أهم الطرق المستخدمة في تعليم أفراده. كما تمكن من مساعدتهم في مسيرتهم التعليمية والسلوكية ومعرفة الفرق بين الإيجابية والسلبية منها. حيث قام برنامج تربية الأطفال المصابين بطيف التوحد TEACCH بالتركيز على تنظيم البيئة وتنمية الأنشطة والمهام المناسبة لهم. لفهم المتوقع عمله في كل نشاط يومي، ومن أهمها الجداول البصرية.

طيف التوحد

لغة: التوحد مصطلح مرتجم من اللغة الإنجليزية من كلمة (AUTISM) والذي يعني باللغة الإغريقية النفس الغير سوية. وهي كلمة مقسمة إلى مقطعين: المقطع الأول (AUT) وتعني بالإغريقية النفس، والمقطع الثاني (ISM) وتعني الحالة الغير سوية.

وظهر أول تعريف فعلي له في الطبعة الثالثة من الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية DSM-111. كما عرفه بالضعف في التطور الاجتماعي والتواصل من سن مبكرة قبل عمر الثلاث سنوات.

ويُعرّف الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية الرابع DSM-IV-TR طيف التوحد بأنه اضطراب يتضمن العجز في ثلاث خصائص رئيسة، مثال على ذلك:

  • التراجع النوعي في التفاعل المتبادل
  • التراجع النوعي في التواصل والسلوكيات النمطية التكرارية، أو الاهتمامات والأنشطة التكرارية.

ونستطيع تلخيصه بأنه  خلل وظيفي يصيب الدماغ. من ناحية أخرى لم يتوصل العلم بعد لمعرفة أسباب الإصابة به. وهو من أصعب الإعاقات التطورية التي تصيب الطفل والتي تظهر في الثلاث السنوات الأولى .

أنواع طيف التوحد:

  1. التوحد التقليدي  Classical Autism
  2. اضطراب اسبرقز Asperger’s Disorder
  3. اضطراب ريتزRett’s Disorder
  4. الاضطراب التفككي    Disintegrative Disorder
  5. PDD NOS   وجود بعض سمات من التوحد .

أعراض طيف التوحد:

  • ضعف عملية التواصل الاجتماعي:

نرى أن المصاب به لا يستطيع التواصل بشكل صحيح مع الآخرين. حتى أفراد عائلته والمقربين له ويستمتع بعمل النشاطات وحيداً دون مشاركة. كما ويواجه صعوبة في فهم مشاعر الآخرين وإيماءاتهم والتعامل معها.

  • ضعف عملية التواصل اللغوي:

يعاني المصاب به من تأخر في التحدث أو يعاني من إعادة بعض الكلمات المسموعة أو الغريبة التي لا معنى لها. كما ويتحدث عن نفسه بصيغة الغائب.

  • الاهتمامات والنشاطات المتكررة:

يهتم المصاب به بالروتين فلا يحب تغيير الأشياء أو تجديدها. فقد يأكل نفس الوجبة كل يوم أو يلبس نفس اللون. أو يفعل حركات معينة بالأصابع واليدين أو القدمين بشكل متكرر.

التقنيات المساندة:

عرّفها قانون تربية الأطفال المعوقين بالولايات المتحدة التابع لوزارة التعليم في الولايات المتحدة الأمريكية على أنها:

أداة أو جهاز أو نظام متكامل سواء كان منتج تجاري أو منتج معدل أو مطور أو مخصص. يستخدم لزيادة القدرات الوظيفية للأفراد من ذوي الاحتياجات الخاصة أو المحافظة عليها وتحسينها.

أهمية التقنيات المساندة:

  • تلعب دور مهم في معالجة الفروق الفردية الظاهرة بين ذوي طيف التوحد.
  • تفيد في تعليم أفراد طيف التوحد الأنماط السلوكية المرغوب بها وإكسابهم المفاهيم المعقدة.
  • تساعد في التغلب على انخفاض القدرة على التكيّف بتوفير خبرات حسية ومعرفية مناسبة لحالتهم.
  • تُعطي أفراد طيف التوحد التشويق والدافعية اللازمين لإقبالهم على التعلم، وتركز على أهمية عملية التعليم عن طريق التغذية الراجعة.
  • تعزز القدرة على الاحتكاك بالآخرين وتعلم آداب التعامل مع المجتمع المحيط بشكل صحيح.

تقنية الجداول البصرية:

تعتمد تقنية الجداول البصرية للتوحد على إظهار صور عن طريقة فعل الأنشطة اليومية للمصابين بطيف التوحد. لامتلاكهم مهارات قوية في المعالجة البصرية حيث يوصف الأفراد المصابون بالتوحد بالمتعلمين البصريين.

وتعتبر تقنية الجداول البصرية الأكثر شيوعاً في تعليم أفراد طيف التوحد. وتمتاز بمناسبتها لجميع البيئات التعليمية كالبيت وغرفة الصف أو الملعب. أو حتى الأشياء البسيطة مثل تعليم الوضوء ونحوه، ومن الأفضل اتباعها بكلمات تصف الفعل أو شرح لغوي عنها.

فوائد الجداول البصرية للتوحد:

  • يساعد الجدول البصري على تقسيم المهمة التي تتألف من عدة خطوات لضمان التدريب على تلك الخطوات والالتزام بها.
  • يساعد الجدول البصري في الحد من القلق ونوبات الغضب التي تحدث بسبب التغييرات في الأنشطة التي تحدث طوال اليوم أو في فترة معينة من اليوم.
  • يساعد الجدول البصري التكيف من البيئة والتعامل معها.
  • يساعد الجدول البصري الحد من مشاكل معالجة الجمل المسموعة عن طريق تمثيل الأفعال بالصور.
  • يساعد الجدول البصري على إعطاء الفرد القدرة على توقع الأحداث اليومية والأنشطة فيعزز مهارتي التنبؤ والتخطيط.
  • يساعد الجدول البصري على تنظيم وقت الفرد المصاب بالتوحد نظراً للصعوبات المتعلقة بمفاهيم الوقت لديهم.
  • يساعد الجدول على تحسين التواصل لدى الفرد المصاب بالتوحد وبالتالي انخفاض نسبة المشكلات السلوكية لديه.

أشكال الجداول البصرية:

  • جدول الأهداف:

هي الجداول التي يتم وضعها للتخطيط لشيء ما. فيتم وضع خطة للسير عليها  ومن الممكن أن نحدد بها الأهداف اليومية أو السنوية أو حتى السلوكية لمرضى طيف التوحد.

  • لوحة القصاصات المصورة:

عملية سرد الأحداث اليومية المتوقعة من خلال صور متسلسلة في لوحات. لمساعدة مرضى طيف التوحد على إدراك التصرفات المتوقعة لاكتمال الأعمال اليومية.

  • White board قابل للمسح:

يتم فيه الكتابة أو الرسم بشكل يومي للأعمال المطلوبة من الفرد. ويكمن أيضاً أن نقوم بتشجيعهم شخصياً على كتابة الأفعال التالية المتوقع فعلها.

التعليمات الواجب ملاحظتها أثناء تصميم الجداول البصرية:

  • عند إنشاء جداول بصرية في غرفة الصف يتم التركيز على إنشاء الجداول الفردية لكل فرد مصاب بطيف التوحد للتأكيد على أنشطة الصف بشكل بصري.
  • مراعاة طول الأنشطة وعددها وتعديلها حسب حاجة كل فرد، لما قد يؤدي لبعض مرضى طيف التوحد بالهوس في إتمام النشاطات أو القلق من النشاطات المستقبلية المسجلة أو حدوث نوبات غضب بسبب صعوبة المهمات عليه.
  • تصميم الجدول حسب تمكّن الفرد من فهمها فبعض أفراد طيف التوحد يحتاجون إلى صور لأشخاص حقيقين لمعالجة المعلومات بينما يفهم آخرون صور الرسومات المتحركة وغيرها، والبعض الآخر يفهم بشكل سلس وسريع القوائم المكتوبة.
  • قد يحتاج بعض الأفراد حمل صورة النشاط أو القائمة المحددة لهم إلى موقع النشاط الذي يقومون به للحد من التشتت وضعف التركيز.

انظر إلى مهارات الاستعداد للقراءة لدى الأطفال.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى