إسلاميات

الغلو والوسطية

سنناقش الغلو والوسطية:

المقدمة

الحمدلله نحمده ونستعينه ونستوفيه والصلاة والسلام على أشرف الخلق محمد ﷺ.

كما قال تعالى: {وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا} (البقرة:143)

الغلو والغلاة ابتلاء أصاب الأمة الإسلامية على مر الأزمان، ومن ناحية أخرى تعدى أثر الغلو على حياة الفرد الدينية والدنيوية وانتقل إلى غيره، قال ﷺ: “إياكم والغُلُوَّ في الدينِ، فإِنَّما هلَكَ مَنْ كانَ قبلَكُم بالغُلُوِّ في الدينِ”. وبقول ابن تيمية – رحمه الله – عن الغلاة “كانوا مجتهدين في قتل كل مسلم لم يوافقهم، مستحلين لدماء المسلمين وأموالهم وقتل أولادهم، مكفرين لهم، وكانوا متدينين بذلك لعظم جهلهم” (منهاج السنة: 5/248). وفي النهاية نراها بشكلها الصحيح الخالي من مشوّهات الدين الخارجية والذي يلتزم بالوسطية.

مفهوم الوسطية:

يدل مفهوم الوسطية المذكور في القرآن الكريم بعدة مواضع على الاعتدال في جميع جهات الحياة للفرد المسلم من اعتقاد وسلوك والأخلاق في التعامل مع الآخرين.

مفهوم الغلو:

كما أن استغلال بعض المدعيين بمعرفة مفاهيم الألفاظ الشرعية، وكذلك تشابهها في بعض المواضع لتغطية الحق والترويج للباطل، وفي النهاية يتغير معنى اللفظ الشرعي لمعنى آخر خلاف المراد من الشارع، على سبيل المثال تسمية المتصوفين رقصهم واحتفالهم بذكرى مولد الرسول ﷺ تعبداً، وكما قد يصل إلى أذية المتمسك بالحق.

قال تعالى: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِن قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيرًا وَضَلُّوا عَن سَوَاءِ السَّبِيلِ} (المائدة:77)

اختلاف الغلو عن الوسطية:

فكر الغلو بيئة خصبة للبعد عن الوسطية واتخاذ الغلو كوسيلة للتمسك بالدين. وبينما هذا بحد ذاته قد يكون من أكبر العوامل لزيادة الانفلات الأخلاقي وعدم الرغبة في التمسك بتعاليم ديننا الوسطي المعتدل.

لا يطبق الغلو الوسطية الصحيحة التي دعا إليها الدين الحنيف. ومن ناحية أخرى لابد من معرفة الذكر الصحيح في القرآن الكريم للصراط المستقيم المُعبر عن الوسطية. وفي النهاية يفرط فيها الغلاة ويغالطوها رغم وضوحها في معناها. وهذا ما يؤدي إلى نقص عقيدتهم الإسلامية وإغلاط ما يدعوا إليه الإسلام ويعنيه. وعلى سبيل المثال من الممكن أن نراها في عدة مواضع من القرآن الكريم مثل:

  1. العدل، قال تعالى: {وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ} (النساء:58)
  2. الخيرية، قال تعالى: {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ} (آل عمران:110)
  3. اليسر، قال تعالى: {يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ} (البقرة:185)
  4. الحكمة، قال تعالى: {ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ۖ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} (النحل:125)
  5. الاستقامة، قال تعالى: {فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ} (فصلت:6)

أنظر إلى أحكام النفقة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى