اليتيم وحقوقه في الإسلام
الأطفال هم مستقبل المجتمع والثمرة التي يرعاها الكبار لصلاح الأمة المستقبلية، ويشمل جميع الأطفال ومنهم الطفل اليتيم الذي حفظ له الإسلام حقه. فأتت الشريعة الإسلامية حافظة لجميع الحقوق البشرية وغير البشرية. ومنها حقوق الأيتام تحث على أهمية رعاية وإرشاد الأطفال الأيتام.
مكانة الأطفال في الإسلام
قال تعالى: { الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا } (الكهف :46) فيؤكد الإسلام أن الأطفال من نعم الله تعالى التي تستحق الشكر والثناء، إذ بهم تتم المحافظة على النوع الإنساني.
وقال تعالى: { ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا } (الإسراء :6)
كما يعتبر الأطفال مصدر فرح وسرور لآبائهم. فكما قال تعالى : { وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا } (الفرقان :74)
فولادة الطفل من المبشرات للأهل والوالدين وينبغي أن يقابل بالفرح والغبطة. وأن يتم الحفاظ عليهم في حال ابتلاهم الله باليتم.
من هو اليتيم؟
اليتيم هو الطفل الذي مات عنه أمه أو أبوه أو كلاهما.
ويعرّفه الفقهاء بأنه: من فقد أباه دون سن البلوغ فهو يأخذ هذه الصفة إذا فقد معيله وراعيه وحاميه. وتزول صفة اليتم عن الطفل اليتيم ببلوغه.
حقوق الطفل اليتيم
أكد الإسلام على الاهتمام بالأيتام مراعاة لظروف فقده العائل المباشر، وحفظ له الحقوق التالية:
- مراعاة حالته النفسية والحذر من تخويفه أو قهره، كما أمر تعالى في قوله: {فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ} (الضحى :9)
- حفظ حقه بالميراث إلى أن يبلغ، قال تعالى: {وَآتُوا الْيَتَامَىٰ أَمْوَالَهُمْ ۖ وَلَا تَتَبَدَّلُوا الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ ۖ وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَهُمْ إِلَىٰ أَمْوَالِكُمْ ۚ إِنَّهُ كَانَ حُوبًا كَبِيرًا} (النساء :2)
- النهي عن أكل مال اليتيم، قال تعالى: {وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ ۖ وَأَوفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ ۖ لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ۖ وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَىٰ ۖ وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا ۚ ذَٰلِكُم وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} (الأنعام :152)
- ضمان كفالة اليتيم لمن هو أهل له، فبين الرسول ﷺ في حديثه الشريف أجر كفل اليتيم بقوله: [أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين] رواه البخاري.
- الإحسان وعدم الإساءة للأيتام، قال ﷺ: [خير بيت في المسلمين بيت فيه يتيم يحسن إليه، وشر بيت في المسلمين بيت فيه يساء إليه] رواه البخاري.
- التصدق على اليتيم إذا لم يكن من ورثة الميت عند حضوره قسمة الميراث، وذلك جبرا لخاطره امتثالا لقوله تعالى: {إِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُولُو الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينُ فَارْزُقُوهُم مِّنْهُ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلًا مَّعْرُوفًا} (النساء :8)
- كفالة اليتيم بالحسنى والحنان والرعاية ترقق القلب وتنشر الطمأنينة وتوسع الرزق. فعن أبي الدرداء رضي الله عنه أنه أتى للرسول ﷺ رجل يشكو قسوة قلبه، فقال له: أتحب أن يلين قلبك وتدرك حاجتك؟ ارحم اليتيم، وأمسح على رأسه، وأطعمه من طعامك يلين قلبك وتدرك حاجتك.