علم النفس

علم النفس : نشأته، تعريفه، أهميته، فروعه

نشأ علم النفس منذ تواجد المشاعر الإنسانية من قديم الزمن ولم يؤثر التقدم الحضاري وزيادة الوعي في توقفها فهي من أساسيات التعاملات البشرية، ومن هذا المنطلق نشأت عدة نظريات على مر العصور، ومنها:

  • نظرية فيثاغورس: أن النفس نسخة خارجية عن الإنسان وتتواجد غالباً في دماغه. وعند الوفاه تغادر النفس الجسم وتحط في جسم آخر على الأرض وهذا ما يسمى بـ “تناسخ الأرواح”.
  • نظرية أفلاطون: أن النفس أقدم من الجسد، فتم خلق النفس وتلقيها لجميع المُثل العليا حتى وإن لم يدركها الجسد.
  • نظرية ابن سينا: قال “النفس جوهر روحاني وضعت على شاكلة الروح، والروح كمال والنفس صورة منها”.

وكانت هذه النظريات سبباً في تقدم العلماء من بعدهم لدراسة علم النفس وأولهما العالمان بال وماجندي في عام 1811م، وتبعهما هالبز في عام 1861م و من ثم بيرجيه 1926م.

تعريفه:

تم تعريفه بأنه ” العلم الذي يهتم بتفسير السلوك الإنساني في المواقف الحياتية المختلفة والدوافع الكامنة وراء هذا السلوك، فالسلوك هو أي نشاط خارجي يصدر عن الفرد ويمكن ملاحظته بطرق مباشرة ويشمل الحركات والأفعال والأقوال والإيماءات التي تصدر في المواقف المختلفة، بحيث يكون هذا السلوك ملاحظ ويمكن قياسه بشكل مباشر، كما يمكن أن يكون السلوك نشاط داخلي يصدر عن الفرد ولا يمكن ملاحظته بطرق مباشرة ولكن يمكن الاستدلال أو كشفه أو قياسه بوسائل خاصة مثل سلوك التفكير واتجاهات الفرد وميوله.

وتم تعريفه أيضاً بأنه “الدراسة العلمية للسلوك والعمليات العقلية والخبرة للكائنات الحية، خصوصاً الإنسان، وذلك بهدف التوصل إلى الفهم والتفسير والتنبؤ والتحكم بالسلوك”.

وهو طرق من الحوافز أو المثيرات لها صفات أو خصائص شائعة، وقد تكون هذه المثيرات أشياء أو أحداث أو أشخاص وكل المفاهيم ترجع أو تنطلق من طرز المثيرات ولكن ليست كل المثيرات مفاهيم وأحياناً لا تكون المفاهيم منسجمة مع خبراتنا الشخصية”.

ويعرف أيضاً بأنه العلم الذي يدرس سلوك الكائن الحي وما ورائه من عمليات عقلية. دراسة علمية يمكن على أساسها فهم وضبط السلوك والتنبؤ به والتخطيط له.

أهميته:

  1. الفهم:

استيعاب الحالات النفسية للفرد عن طريق دراسة المؤثرات وعلاقتها بالحالة النفسية وتفسير سلوكه ومسبباته.

  • الضبط:

التحكم في التصرف الإنسانية بطريقة تشكل هدف معين عن طريق التحكم ببعض الظروف المحيطة اللازمة.

  • التنبؤ:

أن يتم معرفة نتائج مواقف معينة أو المواقف الجديدة باعتبار المعلومات السابقة التي قد تكون أوصلت لنفس النتيجة.

فروعه:

هناك عدة فروع وميادين توصل إليها العلماء في إطار علم النفس والتي بدورها تعزز دراسة جوانب مختلفة من الحياة الإنسانية ورؤية تأثيراتها عليه، ومن اهم هذه الفروع:

علم النفس الاجتماعي Social Psychology:

هو الدراسة العملية لسلوك الفرد ككائن اجتماعي، يعيش في مجتمع مع أقرانه، ويتناول علم النفس الاجتماعي بالوصف والتجريب والتحليل والفهم خبرات وسلوك الفرد في تفاعله مع الآخرين في المواقف الاجتماعي.

يساعد علم النفس الاجتماعي في كيفية دراسة البيئة الاجتماعية وتحولاتها التي يتعرض بها الفرد خلال نشأته وكيفية تأثريها عليه وعلى شخصيته وأفكاره.

علم النفس الارتقائي Developmental Psychology:

يدرس علم النفس الارتقائي التغيرات السلوكية التي تمر بالفرد في عدة مراحل عمرية بسبب التغيرات الفردية والبيئة الاجتماعية والبيئة الثقافية للفرد.

ومن أكثر المستفيدين في دراسة علم النفس الارتقائي هم المربين من الآباء والأمهات والمعلمين لتجعلهم أكثر معرفة للتعامل مع الأبناء وتربيتهم بالطريقة الفعّالة لهم.

يدرس علم النفس الارتقائي أربعة مفاهيم إنسانية أساسية وهي:

  • النمو:

وهو التغيرات المقاسة كمياً والتي تقوم بوصف الاختلافات التي تحصل على الفرد مع التقدم في العمر مثل زيادة الوزن والطول.

  • الارتقاء:

تطور وتحسن صفات وسلوكيات الفرد مع مرور الوقت مثل تحسن عمليتي التذكر واللغة.

  • النضج:

وهو المحدد الأول للتغير في القدرات العقلية والجسدية والتي بدورها تساعد على الارتقاء في السلوك مع تقدم العمر.

  • التعلم:

التغييرات السلوكية التي يكتسبها الفرد نتيجة للمواقف والممارسات المحيطة به عن طريق اكتساب الخبرات الكافية من خلال التدريب.

علم النفس المرضي  Psychopathology:

وهو دراسة الاضطرابات العاطفية أو العقلية الشديدة التي يمر بها الفرد من خلال التعرض لتجربة واحدة او عدة تجارب حياتية عن طريق تصنيف الأعراض  وتحديد مدى حاجتهم للعلاج.

وهناك أربعة معايير للسلوك المرضي وهي:

  • الانحراف عن المعايير الطبيعية الإحصائية: كأن يكون الشخص مفرط الحزن أو السعادة.
  • الانحراف عن القيم الاجتماعية الطبيعية: كأن ينحرف الفرد عن القيم المجتمعية كالسلوك الشاذ.
  • سوء تكيف السلوك: كأن يخاف الفرد بشكل كبير من الاجتماعات.
  • اضطراب الشخصية: وهي الأعراض التي تظهر على الفرد ومن أشهرها:
  • اضطراب القلق.
  • اضطراب الاكتئاب.
  • الشيزوفرينيا.
  • اضطراب الطعام.
  • اضطراب النوم.

علم النفس المعرفي Cognitive Psychology:

يهتم علم النفس المعرفي بجميع العمليات العقلية التي يمارسها الفرد عندما يستقبل المعلومات ويعالجها ويخزنها ثم يسترجعها عند الحاجة. لذا يستطيع التعامل مع العمليات المتبعة أثناء حصول الفرد على المعلومات وطريقة استخلاص المعرفة منها وتوظيف هذه المعرفة في سلوكه.

وهناك عدة عمليات متبعة فيه وهي:

  • الإحساس.
  • الإدراك.
  • علم الأعصاب.
  • التعرف على النمط.
  • الانتباه.
  • التعلم.
  • الذاكرة.
  • تكوين المفاهيم.
  • التفكير والتخيل.
  • اللغة.
  • الذكاء.
  • العواطف.
  • النمو. 

علم النفس التربوي  Educational Psychology:

وهو علم النفس الذي يتم تطبيقه تربوياً على العملية التعليمية من قِبل المعلمين للوصول إلى خطة تعليمية ناجحة ذات أسلوب تخطيطي مناسب يبتعد عن التجارب التي تحتمل الصحة والخطأ والعشوائية.

فيقوم المعلم بالحصول على الخبرة اللازمة من خلال التدريب المتواصل الفعّال ليكون معلماً أكثر فهماً ومعرفةً لطريقة التعليم ومشكلاتها وكيفية التعامل معها، ولذلك يهتم علم النفس التربوي بأربعة مجالات وهي:

  • العلم.
  • النفس.
  • التربية. 

علم النفس العسكري Military Psychology:

يُستخدم علم النفس العسكري كأداة لتوظيف المعرفة والأساليب النفسية في المسائل العسكرية لتنظيم ورفع كفاءة القوات المسلحة في التدريب العسكري سواء في الحروب أو أوقات السلم. وقد اُستخدمت هذه التقنية منذ القدم ومن أشهر مستخدميها هم قدماء الصينيين واليونان.

          ويركز علم النفس العسكري على النقاط التالية:

  1. تطبيق اختبارات قياس القدرات العقلية لانتقاء الجنود وتصنيفهم تبعاً لوظيفتهم المناسبة لهم.
  2. دراسة توظيف الحواس في الأعمال الحربية لتزويد القوات المسلحة بأساسيات استغلال هذه الحواس.
  3. الاهتمام بطريقة تصميم الحروب بطريقة تبث الرعب في قلوب الأعداء كنوع من الحرب النفسية. 

علم النفس الجنائي Criminal Psychology:

يهتم علم النفس الجنائي بدراسة تطبيق الأساليب والمعرفة النفسية على المجرمين كأسلوب بحث جنائي، فأكدت الدراسات النفسية أن للجرائم سيكولوجية تدفع المجرم على ارتكابها ومن الممكن أن تكون مرتبطة بالعوامل الوراثية أو الاجتماعية أو النفسية له.

وكما يقوم بتقويم وعلاج القائمين على العمل الجنائي بما أنه عمل قاسي وشاق يقومون فيه بمواجهة مختلف الجرائم البشعة والتي قد تكون أكبر عامل للتأثير على شخصيتهم وصقلها، بل وقد يصل الأمر إلى تعرضهم للأمراض النفسية. 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى