الانفلونزا الاسبانية : نشأتها، سبب التسمية، الأعراض، الأسباب

الانفلونزا الاسبانية هي جائحة احتلت العالم في العامين 1918-1919 الميلادية والتي أصابت بما يقارب 500 مليون شخص في العالم أو ما يقارن بثلث السكان. والتي تسببت في انتقال ما يقارب 50 مليون شخص إلى رحمة الله في مختلف نطاقات العالم.

انتشر نوع جديد من فيروسات الانفلونزا ومرضها بسبب تواجدت الحرب العالمية الأولى والتي ساهمت في انتقاله مع تحركات القوات الحربية. وعلى الرغم من أن مرض فيروس الانفلونزا الاسبانية كانت في أوروبا خلال الحرب إلا أنه وصل لمناطق بعيدة في العالم كالشرق الأوسط. وهي واحدة من الوباءات التي تسببت في وجود حجر صحي شامل للمدارس والشركات وإغلاقها وبدأ انتشار الأوامر بارتداء الأقنعة ونحوها.

معنى الانفلونزا

الانفلونزا هي المرض الناتج عن مهاجمة الفيروسات للجهاز التنفسي للإنسان. وهو فيروس شديد العدوى سريع الانتقال عبر قطرات اللعاب والمخاط أثناء العطس أو التحدث. وقد ينتقل في بعض الأحيان عبر اللمس لشيء ملوث بالفيروسات ثم يتم لمس الفم أو الأنف.

نشأة المرض

لم يتوصل العلماء للمعرفة الشاملة حول نشأة الإنفلونزا الإسبانية، ولكن توصلوا لمعرفة أن أول حالة معروفة للمرض اكتشفت في شهر مارس من عام 1918م والتي تواجدت في معسكر فونستون في مدينة كانساس الأمريكية.

ثم بدأ انتشار المرض بين الجنود وعندها تواصلت العدوى التي ساهمت في انتقال المرض في جميع أنحاء البلاد والذي تطور لنقله إلى البلدان المجاورة كأوروبا ومناطق من آسيا ومن ثم انتشرت إلى جميع أجزاء الكوكب في غضون أشهر.

تعرّف على سنة الرحمة التي حصلت بسبب الانفلونزا الاسبانية.

سبب التسمية

تم تسمية الانفلونزا الاسبانية بهذا الاسم نتيجة لكون دولة اسبانيا هي الدولة الوحيدة التي امتلكت وسائل إعلامية مجانية اهتمت بتغطية أخبار تفشي المرض من البداية. ولكن المرض لم ينشأ منها واعتقد الاسبان بمجيء الفيروس من فرنسا وأشاروا إليها بالإنفلونزا الفرنسية.

الأعراض

تم حدوث موجات من المرض بدأت الموجة المرضية الأولى في ربيع عام 1918م والتي شملت أعراضا بسيطة كالانفلونزا المعروفة مثل القشعريرة والحمى والإرهاق والزكام والتي لم تسبب إلا بعضا من الوفيات بسبب مضاعفات معينة.

مع ذلك حدثت الموجة المرضية الثانية التي كانت شديدة العدوى وسريعة الانتقال في خريف عام 1918م والتي كانت شديدة جدا بسبب وجود الأعراض الشديدة كاليرقان الذي حول بشرة المصابين إلى اللون الأزرق. والتعب الشديد للجهاز التنفسي بحيث امتلأت رئتيهم بالسوائل مما سبب الاختناق والوفاة.

محاربة الانفلونزا الاسبانية

لم يكون الأطباء والعلماء عالمين بسبب وكيفية علاج الانفلونزا في عام 1918م عند بداية ظهورها. مما جعل من الصعب علاج المرض بالأخص في أثناء الحرب العالمية الأولى والتي تسببت في وجود نقص بالأطباء والعاملين الصحيين والذين عانوا من العدوى بأنفسهم نتيجة لمخالطتهم بالمرضى.

بالإضافة إلى ذلك، تسبب المرض بوجود الكثير من المرضى. لدرجة ضرورة استخدام المدارس والمباني الخاصة كمستشفيات حتى يتمكن الأطباء من معالجة المرضى. وبسبب العدوى الشديدة تم فرض الحجر الصحي في الكثير من الدول بحيث تم نشر أوامر بارتداء الأقنعة وإغلاق الأماكن العامة.

في يومنا الحالي أصبحت الانفلونزا الاسبانية بسيطة العلاج. لوجود الأدوية المضادة للفيروسات التي تعالجها في غضون 4 أو 6 أيام بكل سهولة. كما يتواجد التطور الطبي الذي يمكن من معالجة أي مضاعفات مرضية نتيجة الإصابة بالمرض.