تُعتبر مرحلة الطفولة المبكرة من أهم المراحل الحياتية للإنسان. ففيها يتم تشكيل شخصية الطفل من خلال تثبيت القواعد الأساسية للشخصية والتي تتبلور لتظهر في المستقبل. وكذلك خلالها يكتسب الطفل المهارات والخبرات والمعارف الحياتية المختلفة. التي تساعده على التواصل والمشاركة بفاعلية في مجتمعه. كما يبدأ بتكوين فكرة واضحة عن نفسه وذاته الجسمية والنفسية والاجتماعية. وبينما لأن ما يحدث فيها من إعاقة بالنمو والتعلم يصعب تقويمه وتعديله في المستقبل. ونظراً لأهمية هذه المرحلة في كونها فترة تكوينية يتم فيها وضع حجر الأساس لحياة الإنسان. فإن الاهتمام بالغذاء والتغذية الصحية والطعام الصحي مهم وبشكل خاص في مرحلة الطفولة المبكرة. علاوة على ذلك ارتباطها بشكل مباشر بجميع جوانب نمو الطفل وتطوره.
فالغذاء الصحي الغني بالعناصر الغذائية ضروري لبناء جسم وعقل وجهاز عصبي سليم للطفل. وأن نقص أو سوء التغذية خلال هذه المرحلة يؤثر بشكل سلبي على النمو الجسمي والقدرات العقلية والقدرة على التفكير والتناسق الحركي والمهارات اللغوية والطاقة والنشاط والسلوكيات المختلفة. لذلك لابد من الاهتمام بنوعية الأغذية والوجبات الغذائية التي تقدم للطفل لضمان حصوله على احتياجاته الغذائية الكافية للنمو والتطور الأمثل. كما أن هذه المرحلة من عمر الطفل هي أنسب وأفضل فترة لغرس الأساس السليم والصحيح لمستقبل الطفل الصحي بشكل عام. والغذائي بشكل خاص، وذلك بتشجيع الطفل على تكوين واكتساب العادات الغذائية الصحية والسليمة التي تدعم نموه الجسمي والعقلي.
مرحلة الطفولة المبكرة:
المرحلة العمرية بين عُمر السنتين والست سنوات وتسمى “مرحلة ما قبل المدرسة” وتعتبر مرحلة الطفولة المبكرة مرحلة أساسية لبناء شخصية الطفل من جميع النواحي، الجسمية والنفسية والاجتماعية والمعرفية، فيها يتم وضع حجر الأساس لسلوك الطفل الذي يساعده على النمو الطبيعي والمتكامل.
خصائص الطفل في مرحلة الطفولة المبكرة:
- النشاط الحركي
- التقليد
- العِناد
- عدم التمييز بين الصواب والخطأ
- كثرة الأسئلة
- ذاكرة حادة
- حب اللعب
- التنافس
- التخيّل
- اكتساب المهارات
- النمو اللغوي
الطعام الصحي:
هو الطعام الغني بالعناصر الغذائية من مختلف المجموعات الغذائية بكميات مناسبة، فالغذاء الصحي يعني الاهتمام بكمية الطعام وجودته في نفس الوقت.
أهمية الطعام الصحي للأطفال:
- يمد الجسم بالطاقة للقيام بالأنشطة اليومية.
- يحفز النمو.
- يحفز خلايا الجسم والدماغ على العمل والفهم والتعلم بشكل أفضل.
- يحسن المناعة لمحاربة الأمراض.
- يقلل خطر الإصابة بالسمنة أو الهُزال.
أضرار الطعام غير الصحي على الأطفال:
- الإصابة بالسمنة:
يؤدي الطعام غير الصحي الى بطئ عملية الحرق وبالتالي تخزين الدهون والاصابة بالسمنة، وتؤدي السمنة بشكل خاص الى الإصابة بعدة امراض ومنها مرض السكري وأمراض القلب.
- مشاكل الجهاز الهضمي:
يسبب الطعام غير الصحي عسر الهضم وآلام القولون والامساك أو الاسهال لبعض الأطفال.
- قلة التركيز وضعف التعلم:
يؤثر الطعام غير الصحي على إضعاف الذاكرة والنمو اللغوي وذلك يضعف التركيز والقدرة على التعلم.
- التأثير على الصحة النفسية:
يؤثر الطعام غير الصحي بشكل كبير على الصحة النفسية فيصيب الطفل بتقلبات مزاج حادة ممكن تؤدي الى الشعور بالاكتئاب والحزن أو الغضب المستمر.
الممارسات غير السليمة حول تغذية الأطفال:
- عدم تناول وجبة الإفطار.
- افتقار الطعام للعناصر الغذائية الصحية.
- شرب الكثير من المشروبات السكرية.
- عدم تحديد أوقات للأكل.
- ضرب وإجبار الطفل ليتناول الطعام.
- استخدام أطباق ذات أحجام كبيرة، مما يؤدي إلى الإفراط بالأكل أو فقدان الشهية للطفل.
- إجبار الطفل على تناول الطعام بسرعة.
- إعطاء الطفل الكثير من الوجبات الخفيفة المصنعة كالشيبس والحلويات.
- إجبار الطفل على حمية غذائية صارمة في حالة السمنة.
- إطعام الطفل الطعام المصنّع والمعلّب بشكل يومي.
الممارسات السليمة حول تغذية الأطفال:
- تناول ثلاث وجبات يومية تحتوي على العناصر الغذائية الازمة.
- الاتجاه لشرب الماء بدلا من المشروبات السكرية.
- تحديد أوقات الأكل والحرص على عدم الانشغال بالألعاب أو مشاهدة التلفاز أثناء الأكل.
- استخدام اطباق ذات حجم مناسب للطفل ووضع الطعام بكميات قليلة، من الممكن وضع المزيد حتى يشبع الطفل.
- عدم ضرب الطفل لإجباره على تناول الطعام.
- إعداد الطعام بأشكال ملفتة.
- إعداد الوقت الكافي لتناول الطعام بروية.
- إعطاء الطفل وجبات خفيفة مغذية مثل الفواكه أو الخضروات أو الكيك المصنوع من الشوفان.
- استشارة طبيب مختص عند عمل حمية غذائية للطفل.
- السماح للطفل باختيار بعض الوجبات أو إعداد طاولة الطعام.
- تجنب الطعام المصنّع والمعلّب والحرص على تناول الطعام الطازج المطهو منزليا.
حالة تسمم غذائي لطفل:
تعرض طفل بالغ من عمر 3 سنوات للتسمم السجقي (تسمم ينتج عن سموم أنتجتها بكتيريا تسمى ( المِطثيَّة الوشيقيَّة ) بسبب الطعام المعلّب بعد ان تناوله لعدة أيام وبالرغم من أنها حالة نادرة إلى أن هناك أطفال يتعرضون لها لأسباب قد لا تأتي على البال، فيحدث التسمم السجقي عبر الغذاء من الطعام المعلب الذي يمتاز بانخفاض حموضته، مثل ثمار الفاكهة، والخضروات، والسمك. ولكن قد يحدث المرض أيضًا من الفلفل الحار، والبطاطس المخبوزة المغلفة بورق الألمنيوم، والزيت المخلوط بالثوم.
طرق الوقاية من التسمم الغذائي:
- الاهتمام بالنظافة الشخصية، خاصة نظافة الأيدي والملابس أثناء تحضير الطعام، مع ضرورة غسل اليدين جيداً بعد ملامسة الأطعمة النيئة مثل اللحوم والدواجن.
- فصل الأطعمة المطبوخة عن الأطعمة الخام، خصوصاً اللحوم والدواجن والأسماك.
- عدم ترك الطعام في الهواء بعد طهيه دون تغطية، مع ضرورة حفظه في الثلاجة بعد الطهي بمدة ساعتين على الأكثر.
- الحرص على نظافة المواد المُستخدمة في طهي الطعام، والأدوات التي تُستخدم في عملية الطهي مثل الملاعق والسكاكين والأوعية.
- عدم حفظ الطعام الساخن في علب أو أكياس بلاستيكية، منعاً لحدوث تفاعلات كيميائية بين البلاستيك والطعام، والتي ينتج عنها مضاعفات خطيرة؛ قد تؤدي أحياناً للإصابة بالسرطان.
- عدم وضع الأطعمة بجوار صندوق القمامة، مع الحرص على التخلص من القمامة بشكل يومي.
الممارسات التي من الممكن عملها في أثناء الوجبة الغذائية عند العمل كمعلمة رياض أطفال:
- جمع معلومات عن مواعيد الوجبات ونوع الطعام الذي يفضله ويكره أو يتحسس منه الطفل عن طريق الأمهات.
- إذا كانت الوجبة مقدمة من الروضة فيتم التأكد من نظافة الوجبات واحتوائها على العناصر الغذائية الازمة وإعداد تقرير للأم بما تقدمه الروضة من طعام.
- إذا كانت الوجبة محضرة في منزل الطفل فيتم تقديم النصائح للأم بنوع وكمية الطعام المناسبة للطفل بعد استشارة اخصائية تغذية.
- مساعدة الأطفال على تجربة الأطعمة الصحية المختلفة والغير معتادين عليها.
- مساعدة الأطفال ذوي الشهية الضعيفة في إكمال وجباتهم عن طريق الحديث معهم وتشجيعهم أثناء تناول الطعام.
- وضع إرشادات للعادات الغذائية الصحية في لوحة ملفتة وجميلة والحرص على تطبيقها أثناء الوجبة وليس فقط معرفتها.
- توزيع مهام ترتيب وتنظيف قاعة الطعام على الأطفال والحرص على قيام كل طفل بدوره مع الحث على خدمة الذات ومساعدة الآخرين.
- إكساب الطفل آداب الطعام وفقا للسنة النبوية، وهي: أن يكون الطعام حلالاً طيبا، وغسل اليدين قبل الأكل، ووضع الطعام على السفرة، والبسملة قبل الأكل والحمد بعد الأكل، وإحسان الجلسة على سفرة الطعام، فقد قال صلى الله عليه وسلم (يا غلام سم الله وكل بيمينك وكل مما يليك).
- التذكير بنعم الله والحث على شكره بعد كل وجبة.
- تحضير صندوق لوضع بقايا الأطعمة للحيوانات أو المحتاجين في نهاية اليوم.