فن القيادة وكيفية تحسين مهاراتك القيادية

من المعروف أن ليس كل مدير هو قائد ولكن كل قائد هو مدير، لفن القيادة سمات عظمى لا يتحلى بها الجميع ولذلك يخلط الناس صفتي “القيادة” و “الإدارة”.

فالإدارة هي استطاعت الفرد على التحكم بالأفراد وتطبيق الاستخدام الأفضل لجميع الموارد والعمليات بناءً على أهداف واضحة سبق تحديدها. فهو طريقة المدير في تنظيم المهام بكفاءة وفعالية لتحقيق هدف ما.

ولا شك أن الإدارة وصفات المدير ضرورية جداً في كل عمل. ولذلك من اللازم تحلي المدير بعدد من الصفات التخطيطية والتنظيمية حتى تؤدى على أفضل وجه. على الرغم من ذلك لا يجب على المدير أن يكون قائد مجموعة ولكن يجب على القائد أن يتحلى بالمهارات الإدارية أيضاً ولذلك اعتبرت القيادة مجال فرعي للإدارة.

القيادة

القيادة هي قدرة الشخص على توجيه الأشخاص ورسم لهم خطى واضحة للسير عليها. وإعطائهم الإمكانية للاندماج في بيئة العمل وفقاً لرؤية محددة واضحة. بالإضافة إلى ذلك فالقائد الناجح يمتلك صفات كثيرة تجعله قادراً على صياغة رؤية العمل بشكل جذاب وجاذب لبقية العاملين وجعلهم قادرين على تجسيد هذه الرؤية من خلال أعمالهم.

فن القيادة يمكنك من تحديد السلوك الكامل لجميع أفراد المؤسسة مما يوصلها إلى ذروة أدائها بتحقيق التميز في العمليات المؤدية جنباً إلى جنب مع التطوير الدائم لها. بالإضافة إلى ذلك قدرة القائد على إجراء التغييرات والتعديلات طوال فترة العمل بناء على الأهداف الجديدة و استمرار الأهداف السابقة.

كما يتميز فن القيادة وصفات القائد الناجح بقدرته على تحقيق الترابط في جميع مستويات التسلسل الهرمي بين العاملين في المؤسسة، ويبدأ ذلك بتواصله مع فريقه ووضع الغرور والرغبات الشخصية جانبًا والتركيز على الهدف الأكبر للمؤسسة.

كما أن القائد الناجح طموح بشكل كبير جداً ويوجه طموحه لدعم نجاح المؤسسة ورفع فريقه وأداء مهامه على أفضل وجه، فيستمر القائد في السعي لتحقيق المعنى المرجو من المؤسسة ودعم تميز جميع أفرادها فهو الأكثر فهماً أن المؤسسات لا تتكون فقط من هياكل تنظيمية، بل هي متكونة من البشر الذين يستطيعون تأدية مهامهم على أكمل وجه في حال أتيحت لهم الفرصة.

كيفية تحسين مهاراتك القيادية؟

كحال جميع المهارات الشخصية ستستغرق وقت في تعلمها وبالأخص بسبب كثرة تعرضك للمشكلات والمعيقات في بيئة العمل. والتي تتطلب التزاماً شديداً ورؤية واضحة منك للتطبيق المستمر للقيادة الناجحة. فيما يلي بعض النصائح لتحسين مهاراتك وصفاتك القيادية:

تحديد أسلوب القيادة المُتبع

للقيادة عدداً مختلفاً من الأساليب والتي تستطيع الالتزام بواحدٍ منها أو الخلط بينها حسب ما يواجهك في بيئة العمل وبين فريقك. بدايةً تحديد أسلوب قيادة واحد يناسب شخصيتك سيكون مفيداً جداً ليعرف فريقك ماذا يتوقع منك وكيف يستفيد من خبرتك وشخصيتك.

فإن كانت شخصيتك أكثر استقلالاً من الممكن أن تطبق مفهوم الاستقلالية مع الدعم والتوجيه. وهذا غالباً ما ينجح في المؤسسات الفنية.

تعيين نقاط قوتك وضعفك

حدد نقاط قوتك وضعفك فهي المفتاح الأساسي في أسلوبك القيادي. حاول كبدايةً أن تعمل بنقاط قوتك قدر الإمكان مع العمل على نقاط ضعفك لتحسينها حتى يمكنك الاتجاه لعملها.

مثال:

إذا كنت جيداً في كتابة الأفكار والمهام ولكنك لست واثقاً من طريقتك في شرح الفكرة بالتحدث إلى فريقك، فيمكنك أن تعتمد طريقة تحديد المهام كتابياً وإرسالها كل صباح أو عن طريق وضع لوحة إنجاز لليوم.

مع أخذ الدورات التدريبية لتحسين طريقتك في التحدث وشرح أفكارك والتمرن عليها والبدء في استخدامه بشكل دوري حتى تتقن المهارة.

إذا صعب عليك تحديد نقاط قوتك وضعفك يمكنك أن تنشأ تقييمات ذاتية أو تستخدم الاستبيان. بطريقة غير مباشرة عن ما يرغب العاملون بتغييره في طريقة العمل. وهذا قد يمكنك من العثور على الحلقة المفقودة في أسلوب قيادتك.

ابحث عن مرجع ارشادي لك

ابحث عن شخصاً تجد فيه الصفات القيادية التي ترغب باكتسابها في الوقت الحالي واجعله نموذجاً لما تريد الوصول إليه؟.لاحظ ماذا يفعل وابدأ في استشفاف ما يناسب شخصيتك وأسلوبك ومكان عملك لتطبيقه.

تذكّر لا يولد الشخص عالماً، بل يكتسب المعرفة.

كُن صبوراً

ليس من السهل اكتساب الشخص لصفات خارجة عن طبيعته. ولذلك يجب أن تكون صبوراً في عملية التعلم وأن تكون منفتحاً للتعلم المستمر فالشخص يمر بتغيرات نفسية وبيئية ومجتمعية كثيرة. لذلك يتغير معه نمط تفكيره وأسلوبه والمطلوب منه.

اسمح لنفسك بارتكاب الأخطاء والتعلم منها وتحسينها بمرور الوقت.

Exit mobile version