نظرية التطور

في عام 1859 قدّم تشارلز داروين نظرية التطور والتي تتحدث حول أصل الكائنات. وكتب كتاباً وضّح به كيف تتغير الكائنات الحية عبر الأجيال. من خلال وراثة السمات الجسدية أو السلوكية باستخدام طريقة الانتقاء الطبيعي.
وناقش فكرة أساسية وهي أن الكائنات التي تملك الخصائص التي تسهّل عليهم التكيّف مع محيطهم ستمكنون من البقاء وإنجاب الأطفال الذين يتمكنون بدورهم من وراثة تلك الخصائص.

على الرغم من أن تشارلز داروين لم يعرف كيفية ترميز الجينات لميزات معينة وكيف يتم نقل هذه السمات من جيل إلى آخر. كما أنه لم يعرف عن الطفرة الجينية التي تسبب التنوع الطبيعي.

تشارلز داروين ليس أول عالم قام بدراسة نظرية التطور، فسبقه إليها العالم ألفريد راسل.

ما هو الانتقاء الطبيعي؟

استخدم داروين عبارة “الانتقاء الطبيعي” لتمييزها عن “الانتقاء الاصطناعي”. والتي تشير إلى اختيار الكائنات لسمات معينة يرونها مرغوبة ليتكيفون مع البيئة.

واعتبرت عالمة الأنثروبولوجي المتخصصة في دراسة الأصول البشرية لبريانا بوبينر، بأن نظرية التطور تتلخص عن طريق الانتقاء الطبيعي المعدّل بحسب الحاجة.

وأوضح متحف التاريخ الطبيعي في مدينة واشنطن إمكانية حصول تغييرات طفيفة على الكائنات بسبب الانتقاء الطبيعي على مر الزمن. كتغير اللون أو الحجم بحسب الاختلافات البيئية، وهو ما أطلق عليه العلماء بـ “التطور الجزئي” الذي عادة ما يحصل في فصيلة معينة أو مجموعة صغيرة من الكائنات.

وأظهرت دراسات للعالمين لديريك تيرنر وجويس سي، أنها شبيهة بالتطور الذي حوّل القردة إلى الإنسان.

وكما ناقش تشارلز داروين نوعًا من الانتقاء الطبيعي يسمى الانتقاء الجنسي. والذي يعتمد به الكائن لجذب رفيقه، كإظهار ذكر الطاووس لريشه الجميل لجذب الأنثى.

حدوث نظرية التطور

من أمثلة حدوث التطور هو دراسة الحيتان التي كشفها العلماء بأنها أعظم تطور حاصل وموجود في عالمنا الحالي. فاكتشف العلماء أن الحيتان مثالاً على الانتقاء الطبيعي ونظرية داروين، فالثقب في ظهرها لم يكن موجوداً بالأصل بل تطورت ثقوب الحيتان نظراً لطفرة جينية وقعت على أحد الحيتان بحيث سببت عودة أنفه لخلف رأسه.
وبحيث أن الحيتان لم تحتاج أنفوهم للتنفس تحت المياه فكان هذا التعديل أكثر ملاءمة لنمط الحياة البحرية.

كما اعتقد لامارك أن الزرافات بالأصل كانت تملك أعناق أقصيرة ولكن مع زيادة طول الأشجار من حولها قاموا بتمديد أعناقهم للوصول إلى أوراق الشجر مما شكّل انتقاء طبيعي لنسلهم تدريجيًا بامتلاك أعناق أطول.
أما في نظرية داروين فلا يعتقد أن الزرافات اكتسبت طول أعناقها بل يعتقد أن الزرافات تراوحت في طول أعناقها وبسبب البيئة اختفت الزرافات قصيرة العنق لأنها لم تخدمها.

نظرية التطور للدببة

قدّم تشارلز داروين نظرية تطوّر للدببة أنها قادرة على السباحة مما يجعلها قادرة على تطوير شكل أكثر مناسبة للماء. كأن يطور فكين وزعانف حتى يتم إنشاء وحش عملاق مثل الحوت. وقال “لا أستطيع أن أرى أي صعوبة في جعل سلالة من الدببة أكثر مائية في شكلها وعاداتها عن طريق الانتقاء الطبيعي”.
ولكن تم السخرية من هذه النظرية بشدة حتى أنه حذها من كتابه.

التخليق التطوري الحديث

يؤكد أكثر من عالم في الوراثة والجينات أن العالم تشارلز داروين لم يكن لديه معرفة بالوراثة. فطوّر نظريته بناء على الملاحظة وليس على الآليات الأساسية.

واستخدم علماء الأحياء نظرية داروين جنباً إلى جنب مع علم الوراثه المهتم بكيفية العمل على تشفير سمات بيولوجية أو سلوكية معينة. وأشاروا إليها بمصطلح “التركيب التطوري الحديث”.
فيتسبب الحمض النووي والجينات أثناء الحمل بنقل الآباء للجينات إلى أطفالهم، ومن ضمنها التغيرات الجسدية والسلوكية التي تتيح الانتقاء الطبيعي.
كما يمكن أن تنتج الطفرات الجينية بناء على أخطاء عشوائية في تكرار الحمض النووي أو إصلاحه بالإضافة إلى التعرض على الإشعاع أو المؤثرات الخارجية. وعادة ما تكون الطفرات غير مفيدة وتميل لأن تكون إما ضارة أو محايدة.

وفي هذا المجال أضافت نظرية التطور الحديث أن الانتقاء الطبيعي ليست الطريقة الوحيدة التي تتطور بها الكائنات الحية. بل قد يعتمد ذلك بشكل كبير على الطفرات التي فُرضت عليهم والتي قد تكون غير مناسبة للبيئة. كمثال على ذلك تعتبر هجرة الكائنات من أول الأسباب التي تسمح بعملية الانحراف الجيني. حيث تدفق الجينات حيث تنتقل الجينات من مجموعة إلى أخرى ويصبح بها تحول عشوائي في تركيبة الجين.

واكتشفت عدد من الدراسات الوراثية على الانسان. أنه بعد التعرض لمجاعة عامة في أوروبا يولد الأطفال للآباء المعانين من المجاعة بصحة قلب وأوعية دموية أفضل.

Exit mobile version