يعد مفهوم الدعم النفسي للحاجات النفسية هو الممكن الأول لامتلاك الشخص فرديته وحياته بحيث يستطيع الشخص معرفة ذاته عن طريق تأمل تجاربه وأفكاره التي اكتسبها ومن ثم تقويم نفسه. ولذلك يتطلب الدعم النفسي نضج ومعرفة بالذات وهو ما يفتقره المراهق في مرحلة المراهقة بسبب تضارب الأفكار وتشوشها والتأثر بالعوامل والبيئة المحيطة بهم.
فالمراهق بشكل عام يمتلك معرفة قليلة وضعيفة عن الذات لأنها مرحلة حساسة يكون بها الفرد سريع التغير مما يجعله يعاني من التغييرات والمشكلات المختلفة بشكل كبير مؤثرا على جوانب حياته الاجتماعية أو الدراسية أو النفسية.
وهذا ما يجعل المراهق الأكثر جدارة بالدعم النفسي المستمر حتى يتم توفير الحاجيات النفسية المهمة له ومساعدته على إيجاد حلول المشكلات والتعامل معها.
الحاجات النفسية للمراهق التي يجب دعمها نفسيا
الحاجة بشكل عام هي افتقار الشخص إلى شيء ما مما يجعله أكثر رغبة في إشباعه حتى يتحقق الشعور بالرضا والارتياح وهي من الضروريات التي يجب توفرها للوصول لشعور الاستقرار للفرد.
ومن ضمنها:
- الحاجة إلى الحب: الحاجة إلى الحب هي واحدة من أهم الحاجات النفسية والانفعالية التي يشعر المراهق بها. فيرغب المراهق بشكل دائم للشعور بالحب (بأن يحب ويكون محبوبا). ولذلك اعطائه الحب اللازم من المنزل بين إخوته وأبويه من اللوازم التي تعزز صحته النفسية. وتعطيه القدرة على الشعور بالانتماء والرغبة وفي حال لم تشبع هذه الحاجة سيعانى من الجوع العاطفي.
- الحاجة إلى الرعاية الو الديه والتوجيه : علاقة المراهق بوالديه من العلاقات اللازمة والتي تكفل تحقيق ضروريات النمو السليم. فيجب أن يحصل المراهق على التوجيه الحنون والداعم من الوالدين وإشعاره بسرورهما لتصرفاته وفخرهما به.
- الحاجة إلى إرضاء الكبار : أغلب المراهقين الذين يمرون بنمط مراهقة سوي بحرصون على أداء واجباتهم بشكل يجعلهم أكثر قابلية للوصول لرضى الكبار. رغبة منهم بالشعور بالإنجاز والثواب نتيجة عملهم. تمكن هذه الحاجة المراهق على استمرار تحسين سلوكياته وانفعالاته.
- الحاجة إلى إرضاء الإقران : يميل أغلبية المراهقين لتمييز أقرانهم وخاصة الأصدقاء المقربين والمحببين لهم. والعمل على إرضائهم بشكل كبير رغبة في الحصول على التفاعل المرجو منهم والشعور بالانتماء لجماعة والتقدير بينهم.
- الحاجة إلى الحرية والاستقلال : غالبا ما يتجه المراهق نحو الاستقلال والاعتماد على النفس والذي قد يكون زائدا عن الحاجة. ولكن قد ينمي لديه سلوكيات الثقة بالنفس والقدرة على حل المشكلات وإبداء الرأي بشكل جيد.
وأيضاً..
- الحاجة إلى تعلم المعاير السلوكية: يحتاج المراهق بالشكل الأولي إلى تعليمه ومساعدته على الوصول للمعايير السلوكية المجتمعية قبل البدء بالمطالبة بها. غالبا ما يتم تحديد المعايير حسب المجتمع وغالبا ما تلقن للمراهق بمساعدة الأبوين والمعلمين.
- الحاجة إلى تقبل السلطة : يميل المراهق للتضجر من السلطة الواقعة عليه. إلا أنها ضرورية لتعليمه الكثير في حياته بسبب افتقاره للنضج والخبرات. ولذلك يجب أن يتم دعمه بسلطة ذات طابع عاطفي نظرا لتقلب مشاعره حتى يستطيع تقبلها والسير على خطاها.
- الحاجة إلى التحصيل والنجاح : المراهق يرجو أن يكون شخصا ناجحا ويميل للإحباط بشكل سريع وربط الفشل في نظرته لنفسه. ولذلك يعد التحصيل الأكاديمي والحياتي من أهم الطرق التي تجعله قابلا على الاستطلاع والاستكشاف والبحث والتعرف على بيئته المحيطة.
- الحاجة إلى المكانة واحترام الذات : المراهق يميل بشكل كبير لإثبات نفسه حتى يشعر بأنه ذا كفاءه ويستحق الاحترام من الأخرين. مما يعطيه احتراما أكبر لنفسه وفهما لقدراته وإمكانياته.
- الحاجة إلي الأمان : الأمان والطمأنينة من أكبر المشاعر التي يحتاج إليها الفرد وبالخص في مرحلة المراهقة حيث يميل الشخص للبحث عن نفسه في هذه المرحلة. فيحتاج المراهق للأمان الكافي حتى يستطيع أن ينضج بالشكل والصورة الأقرب للمثالية.