تخطر في بالنا فكرة الصحة النفسية عندما يقف الواحد منا أمام مشكلة من مشكلات السلوك. فعند ملاحظتنا أن شخصاً ما لا يصدر عنه السلوك الملائم في تعاملاته. على سبيل المثال الأشخاص أو الكائنات فإننا نلاحظ أن هذا السلوك غير الملائم يكون غالبا مصدراً لمشكلات وصعوبات. وسلوك الفرد في أثناء تعامله مع ما يحيط به من الأشخاص والكائنات. لا يخرج عن كونه نوعاً مما يسميه علماء الحياة ” تكيّف الكائن الحي للبيئة المحيطة به”. ومعروف أن الكائنات الحية بمختلف أصنافها تتفاعل مع البيئة وكذلك الإنسان يتفاعل مع بيئته المادية والاجتماعية. فإننا نجده يفصح عن سلوك لا يخرج عن كونه نوعاً من أنواع التكيّف البيئي الذي من الممكن تسميته ” التكيّف النفسي”. فيجب على الانسان اتخاذ طريقة تمنع الخطر عنه فهنا نعتبر الصحة النفسية سليمة. أما إذا كان الخوف من حيوان عادي كقط أو طائر. وكذلك نعتبر هنا التكيّف غير مناسب ومن هنا نعتبر أن الشخص لديه انحراف في صحته النفسية.
الصحة النفسية:
حالة نفسية يكون فيها الفرد متكيفاً نفسياً وشخصياً وانفعالياً واجتماعياً مع نفسه وبيئته. وكذلك يشعر فيها بالسعادة مع نفسه ومع الآخرين. ويكون قادراً على تحقيق ذاته واستغلال قدراته وامكانياته الى أقصى حدٍ ممكن. وكما يكون قادراً على تحقيق ذاته واستغلال قدراته وامكانياته الى اقصى الحدود. وعلاوة على ذلك يكون قادراً على مواجهة مطالب الحياة وتكون شخصيته متكاملة وسوية ويكون سلوكه عادياً. ومن الممكن تعريفها أنها حالة إيجابية تتضمن التمتع بصحة العقل والجسد وليس مجرد غياب المرض والخلو منه.
وتعرّف منظمة الصحة العالمية التابعة للأم المتحدة الصحة النفسية بأنها. ” حالة من الراحة الجسمية والنفسية والاجتماعية وليس مجرد عدم وجود مرض”.
أهمية الصحة النفسية:
للصحة النفسية تأثير كبير وملحوظ بحياة الانسان وعلاقاته مع ذاته ومع الآخرين. على سبيل المثال محيط العائلة أو الدراسة أو العمل، كما وتؤثر على تفكيره وقدرته على إدارة المواقف الحياتية ومواجهتها. ومن الممكن أن تؤثر الصحة النفسية بشكل كبير على صحة الجسد. إذ يرتبط الجسد وصحته العضوية بالمشاكل النفسية التي قد تواجه الانسان.
مناهج الصحة النفسية:
- المنهج العلاجي: ما يتبع لعلاج الفرد من الانحراف في الصحة العقلية حتى يعود على حالة الاعتدال.
- المنهج الوقائي: الطريق الذي يسلكه الفرد مع نفسه ومع غيره حتى يقي نفسه وغيره الوقوع في حالة اضطراب نفسي.
- المنهج الانشائي: ما يحتذيه المرء ليزيد شعوره بالسعادة ورفع كفاءته الى أقصى حد.
الأمراض النفسية:
من المدهش رؤية كيف من الممكن أن تؤثر المشاعر والمواقف على عقل ونفسية الانسان وتسبب له اضطرابات حياتيه. ولكن ما يزال المجتمع يعاني من تحفظات حول الأمراض النفسية. على الرغم من انتشارها والتعريف بها على نطاق واسع وصل على نطاق عالمي. لذلك يصعب على المريض النفسي أن يرى القبول المجتمعي مثل المريض الجسدي. لذلك عادة ما يشعر المرضى النفسيين بالعزلة بسبب نظرة المجتمع عنهم.
المرض النفسي:
حالة نفسية تصيب الانسان من ناحية التفكير أو المشاعر أو السلوك والتصرفات. وكذلك الحكم على الأشياء الى حد يستدعي التدخل لرعاية هذا الانسان ومعالجته في سبيل مصلحته الخاصة أو مصلحة الآخرين.
أسباب الأمراض النفسية:
- أسباب ذاتيه أو شخصية: تكون ناتجة من عدم قدرة الشخص على تحمل مواقف معينة تعرض لها خلال حياته وهو ما يشار إلية بمفهوم “القابلية والاستعداد الذاتي”.
- أسباب مجتمعية: يلعب المحيط الاجتماعي والبيئي للفرد مثل (الأسرة، المدرسة، العمل) دوراً كبيراً في التعرض أو الإصابة بالأمراض النفسية وترتبط الأسباب أو العوامل الاجتماعية في الغالب بسوء تكيّف بين الفرد والوسط الاجتماعي المحيط به.
بعض من أشهر الأمراض النفسية:
الاكتئاب:
يعتبر من أشهر الأمراض النفسية التي قد تصل إلى حالة لا يعرف فيها الفرد أنه مصاب به. وقد يصاب به الأشخاص من مختلف الفئات العمرية ومن أشهر اعراضه فقدان الرغبة في ممارسة الحياة اليومية. على سبيل المثال انعدام الإحساس، اضطرابات النوم والأكل.
الأرق:
هو اضطراب شديد في النوم، مصاب به أكثر من 15% من الناس من مختلف الفئات العمرية. ومن أعراضه صعوبة النوم، الاستيقاظ خلال الليل، التعب والنعاس خلال النهار، قلة التركيز، القلق.
الوسواس القهري:
سلوكيات تكرارية ومخاوف غير مرغوب فيها تعيق الأنشطة اليومية الطبيعية. وغالباً حول موضوعات محددة مثل الخوف المفرط من التلوث. الحاجة الى ترتيب الأشياء بنمط معين، أفكار عدوانية حول النفس أو الآخرين، التأكد بشكل هوسي من كل شيء محيط.
علامات تدهور الصحة النفسي:
- أن يتغير الشخص بعد حادثة مفجعة لمدة أطول من الطبيعي.
- أن يتغير الشخص في سلوكه وعلاقاته مما يسبب له معاناة وألم.
- أن يمر على الشخص مشاعر لا يستطيع فهمها أو شرحها.
- أن تتسبب اضطرابات الشخص معاناة له أو للآخرين.
- أن يصعب على الانسان إقامة علاقات طبيعية أو الاستمرار في العلاقات.
طرق للمحافظة على الصحة النفسية:
تعرّف على نفسك:
قال تعالى: ((وفِــي أَنفُــسِكُم أَفَــلا تُبــصِرون))، عند الاستبصار في النفس ومعرفة نواحي الضعف والقوة الشخصية والتفكّر في الطموح ومعرفة أهداف النفس، فيستطيع الشخص المحافظة على صحته النفسية.
كن صادق مع نفسك:
اعرف عيوبك ولا تحاول انكارها، بل اعترف بها وعالجها.
المشاركات الاجتماعية:
المشاركة في الأنشطة الاجتماعية تكسب المرء الثقة بالنفس والمهارات الحياتية للتعامل مع مختلف المواقف كما تعطيه حصيلة من المعرفة بمواقف الحياة فلا يتعرض للصدمات النفسية بشكل كبير.
احصل على صديق:
الحصول على صديق يقدم لك المشورة والنصح تستطيع أن تقضي معه العديد من الأوقات السعيدة والحزينة يخفف الكثير من الضغط النفسي ويساعد على تنظيم شخصية الفرد وتعاملاته مع الآخرين.
فكر في حل المشكلات بشكل صحيح:
كُن شخص صاحب رؤية واضحة لرغباتك من الأمور ولا يخاف التفكير في المشكلات وحلها بشكل صحيح، فالتسرّع من الممكن أن يزيد الأمور سوءاً ويزيد الضغط النفسي على الشخص، فتعلم الشخص طرق حل المشكلات الصحيحة يساعد بشكل كبير في الحد من الضغوطات النفسية الناتجة عن المواقف العصيبة.
عِش اللحظة:
توقف عن التفكير والحزن على الماضي وأخطاؤه واجعل تركيزك على الحاضر وتمتع بكل سعادة وإنجاز صغير تقوم به.
حافظ على صحة جسمك:
مقولة “العقل السليم في الجسم السليم” صحيحة، فيجب على الشخص الاهتمام بجسمه بإعطائه النوم الكافي والغذاء السليم والتعامل مع الأفكار السلبية التي قد تؤثر على الصحة الجسمية.
استشر طبيباً نفسياً:
لا تخجل من استشارة طبيب نفسي إذا شعرت أنك تحتاجه، على سبيل المثال:
- إذا شعرت بضيقة وقلق أو شعور بالذنب أو الاكتئاب والحزن ولم تستطع تحديد سبباً لهذه المشاعر.
- ان واجهتك مشكلة ولم تستطيع إيجاد أي حل لها وشعرت أنك عاجز أمامها.
- ان عطّلتك مشاعرك وأفكارك السلبية عن حياتك اليومية أو بدأت تؤثر سلبيا في حياتك كالانفعال والغضب الشديدين أو ايذاء النفس أو الاخرين.