يعتمد نجاح المنظمات في تحقيق أهدافها بشكل كبير على كفاءة فرق العمل القائمة، وعليه يتم تحديد كفاءة استخدام باقي الموارد في المنظمة وذلك لأن مهارات وقدرات الإنسان وعمله المنظم هما أكبر العوامل في استمرار العمل بشكل فعّال.
وبما أن الكثير من المنظمات في واقعنا الحالي تعاني من ضعف الأداء أو أنها لم تتمكن من تحقيق الأداء المطلوب وفق معاييرها أو معايير السوق مع قيامها بتوفير المتطلبات الازمة للوصول إلى الأداء المتميز. نعتبر أن تطبيق إدارة فرق العمل من أهم وأحدث الطرق المستخدمة لزيادة الفاعلية إذ انتماء الفرد لفريق يساعده على تحسين التفاعل والتواصل مع أعضائه أمر في غاية الأهمية لتأثير أفكار وسلوك فرق العمل في عمل الفرد بشكل خاص.
ولعل تطبيق نظام فرق العمل بطريقة صحيحة يساعد على حل هذه المشكلة، ويمكن طرح المشكلة في الأسئلة التالية:
- ما دور فرق العمل في تحسين أداء المنظمات؟
- ما دور تنمية مهارات أعضاء الفريق في تحقيق أهداف الشركة؟
تطور مفهوم فريق العمل:
بعد التحول الصناعي وعندما حلت الآلة مكان الورقة أصبح الإنتاج والجودة والسرعة أحد أهم أهداف استراتيجية المنظمات ومن هنا تطر مفهوم فريق العمل حيث توصلوا إلى أن مفهوم الفرد لا يتحدد بالمهارات فقط وإنما من خلال مشاركته في العمل الجماعي. ويعتبر اليابانيون من أوائل المطورين لفرق العمل وقاموا بتشجيع العمل الجماعي في كل أوجه حياتهم وليس فقط العمل.
تعرّف هنا على أهمية كيفية القيادة الفعّالة لفرق العمل.
تعريف فريق العمل:
هم مجموعة مكونة فردين متفاعلين أو أكثر يجمع بينهم هدف مشترك بنمط ثابت ويعتبرون أنفسهم ينتمون إلى هذه المجموعة.
ويعتمد أداء فرق العمل على أداء أعضاء الفرق كل على حده وعلى تفاعلهم وتعاونهم مع بعضهم البعض حيث عضو في الفرق يتحمل مسؤولية نتائج الفرق ككل.
العناصر التي تؤثر في بناء فرق العمل:
- العنصر الفني: وهي المهام المطلوب منهم إنجازها والمعلومات المعروفة عن المهام المطلوبة والطرق المستخدمة في إنجازها.
- العنصر الإنساني:
- أولا: يعتمد على قائد الفريق وهو الذي يدفع الفريق ليكون متناسق ومتفاعل وكامل المعرفة بالمهام المطلوبة وكيفية تنفيذها لذلك يجب على قائد الفريق أن يكون مسئول، مفكر، سريع البديهة، قادر على استيعاب مشاكل الفريق عامة والأفراد خاصة وحلها.
- ثانيا: يعتمد على أعضاء الفرق ومدى قابليتهم لخلق جو تعاوني وسلس بينهم وأخذ الهدف الرئيسي بعين الاعتبار والعمل بجهد.
- العنصر البيئي: تؤثر العادات الاجتماعية وبيئة المنظمة وقوانينها وأهدافها وطرقها الخاصة على سلوكيات وإنجاز أفراد فرق العمل بشكل كبير.
معوقات الإنجاز لفريق العمل:
هناك الكثير من المعوقات التي من الممكن وضعها بعين الاعتبار ومنها:
- الاهتمام بالعمل والعمل فقط وإهمال الجانب الإنساني لأعضاء فريق العمل.
- السياسة والقوانين المتبعة من قبل المنظمة، بعض المنظمات تعتمد على سياسات حل مشكلات قديمة أو قوانين صارمة لا تسمح للأعضاء بالابتكار في أداء العمل.
- عدد أعضاء فريق العمل، يحتاج فريق العمل الى عدد أعضاء يناسب حجم المهام المراد إنجازها فلا يمكن صنع فريق عمل بأعضاء أقل لأعمال تتطلب أيدي عاملة أكثر.
- قلة المهارات الازمة، اختيار فريق العمل على أساس الشكليات دون المهارات سيؤدي الى ضعف أداء وكفاءة الفريق في أداء المهام.
دور فريق العمل في تحسين أداء المؤسسة:
يعتمد دور فرق العمل في تحسين أداء المنظمات على ما يسمى بأهداف فريق العمل ومن أهم هذه الأهداف:
- تحفيز الثقة بين أفراد فرق العمل، تؤدي الثقة بين أفراد الفريق الى زيادة كفاءة الاداء وحسن اتخاذ القرارات. حيث سيثق كل فرد بالقرار المتخذ من قبل فرد آخر لحل لمشكلات أو تحسين أداء عمل ما.
- تشجيع أفراد فرق العمل بعضهم البعض والاستفادة من خبرات بعضهم. لإكمال النواقص الصادرة من الأفراد الآخرين شيئا أساسيا في تحسين الأداء لضمان عمل خالي من الأخطاء والعيوب.
- تنمية القدرة على حل المشكلات العملية أو الصادرة من الأفراد أو الحاصلة بين الأفراد. لضمان قفزة من المشكلات التي من الممكن مواجهتها بكل سهولة ويسر.
- اتخاذ القرارات، يشكل اتخاذ القرارات عبئا على المنظمات لتواجد قرارات صغيرة ولحظية. تحتاج الى أشخاص متمرسين وسريعين البديهة لاتخاذها وهذا ما يساعد فرق العمل في فعله.
- حسن الاستخدام للموارد المتاحة من قبل المنظمة.
أهمية تنمية مهارات أعضاء فريق العمل:
يعتمد تحقيق الهدف أو العمل المراد من قبل المنظمة بشكل كبير على عمل الفرق ولذلك تعد مهارات أعضاء الفرق مطلب أساسي لأنه كلما زادت مهارات الفرق زاد تحقيق الأهداف بشكل عام. ومن المهم لأعضاء الفريق مواكبة التطورات عامة ولمواكبتها يجب عليهم التطور بشكل مستمر. وهنا يأتي دور المنظمة في تقديم الطرق الازمة لتنمية المهارات لدى فرق العامل لديها كتقديم دورات أساسية مجانية لجميع فرق العمل. ودورات خاصة لفرق العمل في كل قسم من المنظمة.