سنناقش الاتصال التجاري القديم والحديث:
المقدمة
التجارة هي واحد من أول الأعمال التي اتجه إليها الانسان للحصول على احتياجاته العديدة. كما كان التواصل للتجارة قديماً من أصعب المهام التي يمكن العمل بها. وعلاوة على ذلك تتطلب الكثير من الجهد والوقت وأيضاً اصراراً وإمكانية للوقوف في وجه المخاطر. التي تتعرض الرحلات التجارية من سرقة للقوافل التجارية أو ضياع وحتى قتل المراسيل.
وسائل الاتصال التجاري القديمة:
– اللغة:
في العصر القديم وقبل ظهور الكتابة كانت اللغة هي طريقة التواصل الأولى والوحيدة بين أفراد المجتمع المحلي. وكذلك كان يقتصر الاتصال بين أفراد المنطقة الواحدة فقط فلا يمكن للشخص توسيع نطاقات عمله بين المدن أو على نطاق عالمي. لعدم تمكنه من الوصول لهم، وذلك ما جعل الاتصال التجاري مقتصراً على المنطقة الواحدة التي يعمل فيها الشخص أو المؤسسة وفي حال الرغبة بتوسيع نطاق العمل يجب على الشخص الترحال ووضع شخص موثوق على كل رأس عمل لديه.
– الكتابة:
ظهرت الكتابة بعد المعاناة من طريقة التواصل باللغة فقط. حيثما كانت محدودة ومقيدة مكانياً وزمانياً بشكل كبير فالكلام ينتهي بمجرد التحدث به فلا يمكن للشخص تنقيح أفكاره وتعديلها قبل حدوث الاتصال التجاري أو الصفقة التجارية.
فساهمت الكتابة في تحسين الاتصال التجاري وظهرت عدة طرق للاتصال التجاري عن طريق الكتابة على مر العصور، وهي:
– الحمام الزاجل:
ظهرت طريقة الارسال باستخدام الحمام الزاجل في بغداد لأول مره. وكان الحمام الزاجل من أول الطرق التي حدث بها تواصل كتابي لمختلف الأماكن. فباستخدام الحمام المدرب يتم نقل المعلومات المهمة مكتوبة في ورقة أو برشمان من منطقة إلى أخرى. فقلل الحاجة إلى الأفراد لنقل الرسائل التجارية المهمة.
– خدمة البريد:
ظهرت خدمة البريد في أول مره في عام 14م من قِبل الرومان. وساهمت خدمة البريد في التأكد من وصول الرسائل بشكل أكبر من الحمام الزاجل. كما انه قلل الوقت المطلوب في وصول الرسائل والمعلومات من جهة إلى أخرى وهذا ما جعل الاتصال التجاري ينهض بشكل أكبر بسبب إمكانية الشخص من التواصل مع مختلف المؤسسات التجارية في مختلف الأنحاء.
– الصحف والمجلات:
فعند نهضة الدول بشكل تدريجي واختراع الطابعة تم طباعة الصحف والمجلات بشكل كبير. بينما أصبحت من أكثر الطرق للحصول على الأخبار ومعرفة مختلف الأمور. فأصبحت المؤسسات التجارية ملتزمة بالتواصل عبر الصحف والمجلات وبدأت المنافسة بوضع الأخبار عن المؤسسة في أول الصفحات وهذا ما مكن الاتصال التجاري من الارتقاء بشكل كبير.
– اختراع السيارة:
تم اختراع السيارة من قِبل نيكولاس جوزيف في عام 1769م. وهي من أهم الاختراعات المساهمة، حيثما أصبح صاحب التجارة قادراً على الانتقال من مكان لآخر بأسهل وأسرع الطرق. والتي جعلت من الممكن له التعاون مع الكثير من المؤسسات التجارية في توسيع نطاق عمله وتحسينه.
– الهاتف:
تم اختراع الهاتف من قِبل أنطونيو ميوتشي في عام 1845م والذي شكل انتقاله من اكبر الانتقالات في التواصل البشري بشكل عام والتواصل التجاري خاصةً، مكّن الهاتف من اتساع التجارة والقدرة على التواصل مع أفراد المؤسسة الواحدة والمؤسسات الخارجية وحتى المستخدمين الذين أصبحوا يتمكنون من الاتصال على المؤسسة والاستفسار عن كل ما يرغبون معرفته بكل سهولة وفاعلية.
وسائل الاتصال التجاري الحديث:
– الهواتف الذكية:
الهواتف النقالة هي نقطة انطلاقة عالمية في وسائل الاتصال التجاري الحديث والتي استفادت منها التجارة بأكبر شكل عن طريق صنع التطبيقات التجارية لكل مؤسسة وأيضاً تمكين الوصول لجميع أجزاء المؤسسة ومعرفة جميع وآخر أخبارها من جميع أنحاء العالم وبهذا تستطيع المؤسسة التجارية الوصول لكل مستخدم في بيته بأسهل الطرق وأقل التكاليف.
– الانترنت:
يعتبر الانترنت من أهم وسائل الاتصال التجاري الحديثة وهو عنصر الأساس في جميع المؤسسات التجارية بل وأن بعض الشركات التجارية ليس لها وجود جسماني في الحياة الواقعية وتقوم بشكل كامل على التجارة الالكترونية عن طريق الانترنت، فيشكل الانترنت عاملاً أساسياً في نشر التجارة والتواصل بين جميع أفراد المؤسسة في الوقت نفسه فمن أهم مزايا الانترنت هو القدرة على التواصل بشكل مباشر بنفس الوقت ولكن بأماكن مختلفة قد تكون الشرق إلى الغرب.
– تقنية الواي فاي:
تمكن تقنية الوايف اي من ربط الأجهزة الموجودة في المؤسسة وقواعد البيانات بين عدة أطراف وهذا ما يمكن من نقل البيانات واستخدامها عن طريق اكثر من مستخدم لتواصل أكثر فاعلية وجودة، فتعتبر تقنية الواي فاي مثالاً لتقنية الهواتف الذكية وانما أكثر محدودية داخل إطار المؤسسة وعلى أجهزة الكمبيوتر.
– الأقمار الصناعية:
هي وسيلة اتصال فعالة وشيقة تمكن المؤسسة التجارية من تطبيق التواصل التجاري عن طريق التلفاز وبثه في نطاق محدد أو عدة نطاقات مشتركة، عن طريق عرض منتجاتها والتعريف بها ووضع جميع وكافة طرق التواصل والطلب واستقبالها.
فوائد وسائل الاتصال التجاري الحديث:
- مزيد من المعرفة والشهرة للعلامة التجارية / المؤسسة التجارية.
- الوصول لأكبر قدر من الناس بأثل قدر من الجهد والوقت والتكلفة.
- تفعيل خصائص جديدة للمؤسسات التجارية كصناعة المواقع الالكترونية والتطبيقات الخاصة بها.
- إحصاء عدد الزيارات لمواقعها وتطبيقها الالكتروني وعدد المبيعات.
- تحسين خدماتها ومنتجاتها عن طريق السماح للمستخدمين بالتواصل بما يخص المنتجات.
- معرفة المنافسين لها بأقل جهد والسعي للتفوق عليهم.
عناصر الاتصال التجاري الحديث:
– المرسل:
وهو الشخص الذي يبدأ بالاتصال عن طريق صياغة أفكاره إلى رسالة ذات معنى يريد إيصاله لمجموعة معينة من الناس، قد يكون المرسل شخصاً بمفرده أو مجموعة من الأشخاص أو شركة أو مؤسسة وبحالتنا هي المؤسسة التجارية.
وقد لا يكون المرسل هو مصدر الاتصال فقد ينقل رسالة من شخص أو مؤسسة أخرى، فالمرسل هو الشخص الذي يقوم بإيصال رسالة معينة إلى المتلقي بأي شكل من الأشكال.
– المستقبل:
من أهم حلقات الاتصال الحديث فهو المقصود بكل ما يقوم به المرسل من تحسين لرسالته التي يريدها، فيجب أن يقوم المرسل بدراسة الجمهور المستقبل الذي يريده أن يتفاعل مع رسالته ويقوم بتعديل وصياغة رسالته بأفضل طريقة ممكنه لتصل إليهم، كدراسة سماته النفسية والاجتماعية ومستوى تعليمه واتجاهاته.
– الرسالة:
هو المحتوى الذي يقوم المرسل بالتخطيط له وصياغته وتنقيحه ونقله إلى المستقبل، وقد يكون بلغة منطوقة أو غير منطوقة كالصور والرسومات والفيديوهات وغيره، وتعتمد على معرفة المرسل بخصائص المستقبل والانتباه لطريقة صياغته المثلى التي تؤثر بشكل كبير في جذب المستقبل للرسالة.
ويجب أن تتحلى الرسالة بالإيجاز والوضوح مع البقاء على عنصر المصداقية والشمولية، فلا يصح أن تكون الرسالة ناقصة ولا تشمل المعلومات الكافية عن الموضوع المراد طرحه للمستقبل، ولا يمكن أن تكون طويله ومشوشة للمستقبل فلا يستطيع فهمها والتفاعل معها بطريقة سهله وسريعة.
– الوسيلة:
هي طريقة نقل الرسالة من المرسل إلى المستقبل، وتختلف الوسيلة باختلاف نوع الرسالة التي يرسلها المرسل إلى المستقبل، كما نرى للرسالة الواحدة عدة وسائل من الممكن أن يتم مشاركتها عبرها، ولكن ذلك لا يمنع أن يكون هناك بعض الوسائل الأكثر فاعلية في إيصال الرسالة من غيرها بحسب الجمهور المستقبل للرسالة وماذا يفضل من وسائل.
نستطيع تلخيص العوامل التي يجب أن يتم اعتبارها في الوسائل المختارة، وهي:
- نوع الرسالة والهدف الذي يريد المرسل الوصول إليه.
- نوع الجمهور المستقبل للرسالة وتفضيلاته.
- أهمية الرسالة ومقاربة تكلفة الوسيلة له.
- كيف تؤثر الوسيلة في الوصول إلى الهدف المراد بأقل وقت.
- مميزات الوسيلة المستخدمة.
– رجع الصدى:
هو ردة فعل المستقبل بعد وصول الرسالة إليه عن طريق الوسيلة المختارة فيرجع رد الفعل بشكل عكسي إلى المرسل، ويتكون رد الفعل كتعبير لقبول المستقبل للرسالة من عدمه، فلا يكون رد الفعل دائما ذا شكل واحد إنما له شكلين، ومنها:
- رد فعل إيجابي، وهذا يسمح للمرسل باستكمال الرسالة المراد إيصالها.
- رد فعل سلبي، وهذا يسمح للمرسل بتغيير الرسالة بناءً على رأي المستقبل أو إيقافها في حال رفضها.
ويعتمد رصد الصدى على الوسيلة المستخدمة في إيصال الرسالة بشكل كبير، أو على نوع الرسالة نفسها فإذا كانت الرسالة بشكل شخصي يكون رصد الصدى فورياً وإن كان لجمهور معين عن طريق وسيلة لا تسمح لهم بالتعبير مباشرةً من الممكن أن يتأخر رصد الصدى إلى حين وصول الرسالة للمستقبل.
ما يجب مراعاته في اختيار وسيلة للاتصال التجاري:
- معرفة أهم التقنيات التي تخدم المؤسسة التجارية وتعزز من الاتصال المرغوب بالوصول إليه، واختيار الأفضل.
- الحرص على استخدام وسائل الاتصال التجاري الحديثة بشكل صحيح وتحصيل أكبر قدر من الفائدة منها.