كانت بداية التوصل للذكاء الإصطناعي على يد العالم البريطاني المتخصص في المنطق آلان تورينج في منتصف القرن العشرين. بدأ عمل العالم آلان تورينج على الآلة الحاسبة في عام 1935م التي احتوت على مكونين ماديين وهما ذاكرة غير محدودة وماسحة ضوئية تتحرك ذهابا وإيابا عبر الذاكرة لتتمكن من قراءة الرموز كل رمز على حدة. بالإضافة إلى ذلك تم برمجة برنامج على شكل رموز مخزن بالذاكرة و مرتبط بالماسح الضوئي يحتوي على إرشادات.
جميع الأجهزة الرقمية في يومنا الحالي تحتوي على برنامج مثل البرنامج الذي قام تورينج بتطبيقه على الآلة الحاسبة والتي تحتوي على قدرة لتشغيل الآلة الحاسبة والقيام بالعمليات الحسابية وهذا ما سُمي بآلة تورينج العامة.
تاريخ العمل على آلة تورينج العامة:
صعب على آلان تورينج العمل على الآلة الحاسبة بسبب عمله كمحلل تشفير حكومي للإنجلترا أثناء قيام الحرب العالمية الثانية. ولذلك انتظر تورينج العمل على الآلة حتى تتوقف الحرب في عام 1945م، وفي خلال هذا الوقت لم يتوقف العمل على الذكاء الإصطناعي.
أكد زملاء آلان تورينج مناقشته بشكل مستمر لعمل أجهزة الكمبيوتر وكيفية العمل عليها حتى تصبح قادرة على اتخاذ القرار وحل المشكلات باستخدام الحل الاستكشافي.
دونالد ميتشي المؤسس لقسم ذكاء وإدراك الآلة في جامعة إدنبرة
في العديد من المحاضرات التي قام بإلقائها تورينج بعد عام 1946م ناقش إمكانية جعل الآلة قادرة على التفكير والاستجابة عن طريق تغيير تعليماتها الخاصة. وتوصل في عام 1948م إلى تقرير غير منشور باسم “الآلات الذكية” والتي تحمل مفاهيم مركزية عن الذكاء الاصطناعي.
من ضمن الأفكار التي تم طرحها كانت تدريب شبكة من الخلايا العصبية الاصطناعية لأداء مهام محددة، وهو ما تم استخدامه حتى يتم صُنع خطوط الاتصالات الحالية.
اختبار تورينج
قدم تورينج في عام 1950م اختبار تورينج وهو اختبار لذكاء الكمبيوتر بشكل عملي. ويشمل الاختبار ثلاثة مكونات:
- جهاز كمبيوتر.
- محقق (إنسان ذو خبرة).
- رقائق معدنية.
يقوم المحقق تحديد جودة عمل الكمبيوتر عن طريق طرح بعض الأسئلة. لا يتم تحديد الأسئلة للمحقق إنما يتم إعطائه القدرة الكاملة على طرح الأسئلة التي يريدها حتى يتم السماح للكمبيوتر بالإجابة ويقوم المحقق بتحديد الأخطاء. قد يسأل المحقق “هل أنت جهاز كمبيوتر؟” ويرد الكمبيوتر “لا” وهنا يتم التوصل لوجود خطأ في الذكاء الإصطناعي.
ويتم استخدام الرقائق المعدنية لمساعدة المحقق بتحديد عمل الكمبيوتر بشكل صحيح. ويتم العمل مع أكثر من محقق على نفس الجهاز. بحيث يتم قياس مدى تمييز الكمبيوتر للإنسان وقياس مدى ذكاء وقدرة الكمبيوتر على التفكير ككيان.
تم اجتياز أول كمبيوتر يحمل الذكاء الإصطناعي لاختبار تورينج في عام 1991م، والذي تم صنعه بواسطة هيو لوبنر.
خط التطور للذكاء الإصطناعي
البرامج الأولى الذكاء الإصطناعي
كتب كريستوفر ستراشي برنامج الداما وهو أول برنامج يحمل الذكاء الاصطناعي في عام 1951م والذي كان ناجحاً جداً. برنامج الداما ععبارة عن برنامج يستطيع لعب لعبة الداما من تلقاء نفسه. وتمكن كرسيتوفر ستراشي من التوصل لمنصب مدير مجموعة أبحاث البرمجة بجامعة أكسفورد. تمكّن آرثر صموئيل في عام 1952م من تطوير برنامج الداما على مدى عدة سنوات وأضاف عدة خيارات لتطوير كالتعلم من التجربة والتعميم.
أما في عام 1952م قام أنتوني أويتينجر من توضيح كيفية حفظ الكمبيوتر للمعلومات بنشر عرض توضيحي يناقش محاكاة للمتسوقي في مركز تجاري وكيف يبحثون عن أغراض معينة من خلال المرور بـ 8 من المتاجر. سُمي البرنامج بشوبر ٍshopper والذي جعله قادراً على حفظ جميع مكونات المتاجر والقدرة على البحث فيها عن أي عنصر مطلوب وهي خاصية تسمى الحفظ المنسوخ.
تطوير الحوسبة
كان لآرثر صموئيل أولى الجهود في عملية التطوير المستمرة لحوسبة سبق وجودها من خلال تعديل نسخ أفضل من نفس البرنامج. وهو ما يتم استخدامه حالياً كوسيلة لاستمرار البرامج والأنظمة من خلال التحديث المستمر وإضافة الخصائص الجديدة.
اشترك جون هولاند في تصميم فأر آلي أو افتراضي يستطيع التنقل في متاهة عن طريق تصميم خلايا عصبية. واقترح في عام 1985 العمل على كمبيوتر متعدد المعالجات بدلاً من معالج واحد. بالإضافة إلى ذلك استمر تطور هذا العمل حتى تبنته هولندا حتى تحول إلى برنامج جديد يشمل معالجة المعلومات والذي يعرف حاليا بعلوم الاتصالات على يد آرثر بيركس.
التفكير المنطقي وحل المشكلات
من أهم الخصائص التي تم توظيفها في صنع الذكاء الإصطناعي هي القدرة على التفكير المنطقي. حتى كتب برنامج خاص لدراسة هذه النظرية من قبل نيويل وج الذي صمم مُنظِّر المنطق.
تم تطويره من قِبل نيويل وسيمون لكتابة برنامج أكثر تطوراً يقوم بحل المشكلات ومن ضمنه نظام تحديد المواقع العالمي (GPS). تم صنع وتشغيل أول نظام ملاحة من GPS في عام 1957م واستمر التطوير به لأكثر من 30 سنة.