سنناقش العلاقة غير المشروعة بين الجنسين في مواقع التواصل الاجتماعي:
المقدمة
لقد أحدثت التطورات التكنولوجية الحديثة في منتصف عقد التسعينات من القرن الماضي. نقطة نوعية وثورة حقيقية في عالم الاتصالات؟ حيث انتشرت شبكة الانترنت في أرجاء المعمورة كافة. وربطت أجزاء هذا العالم المترامية بفضائها الواسع، ومهدت الطريق للمجتمعات كافة للتقارب والتعارف وتبادل الآراء والأفكار والرغبات. واستفاد كل متصفح لهذه الشبكة من الوسائط المتعددة المتاحة فيها.
وتعد مواقع التواصل الاجتماعي أبرز أنواع الاتصال التي نشأت في بيئة الانترنت. وتكنولوجيا الوسائط المتعددة حيث أصبح لها دور فعّال في نقل الأخبار والأفكار وتحليلها وتفسيرها وتبادلها. بين مستهلكيها فيكون فيها المتلقي الحلقة الأساسية في صياغتها.
وسائل التواصل الاجتماعي:
هي منظومة من الشبكات الإلكترونية التي تسمح للمشترك فيها بإنشاء موقع خاص بها. ومن ثم ربطها عن طريق نظام اجتماعي إلكتروني مع أعضاء آخرين لديهم الاهتمامات والهوايات نفسها.
وممكن أن ننظر إليها كالمحتوى الإعلامي الذي يتميز بالطابع الشخصي. والمتناقل بين طرفين أحدهما مُرسِل والآخر مستقبِل، عبر شبكة اجتماعية، مع حرية الرسالة للمرسِل، وحرية التجاوب معها للمستقبِل.
ويتفاوت الناس في استخدام مواقع التواصل الاجتماعي فبعضهم استخدامهم للتواصل الاجتماعي عبر المواقع يتم وفق الموضوع أو المكان او الزمان او المكان وأي كانت المواقع التي تستخدم فيها وسائل التواصل الاجتماعي فإن المواقع نفسها في الغالب تحدد طبيعة الاتصال والرسائل المرسلة وتختلف خصائص كل موقع ولكن الهدف واحد وهو تمكين المستخدم من الاتصال والتواصل مع الآخرين وتبادل المعلومات والأراء دون تنقل، فالمبدأ الذي قامت عليه مواقع التواصل الاجتماعي هو إلغاء الحواجز والحدود.
أنواع مواقع التواصل الاجتماعي:
مواقع للمحادثات الغير متزامنة: وهي المواقع التي لا تتيح للمستخدمين إمكانية التواصل المتزامن المباشر إنما التواصل بشكل غير متزامن.
المدونات: المواقع التي تعمل على شكل مدونات يمكن للأشخاص عمل مدونات تحتوي على ملفات خاصة بهم تحتوي على يومياتهم، اهتماماتهم، أفكارهم وغيرها.
مواقع الخدمات الاجتماعية: هي المواقع التي تمكن للأفراد المشتركين من إقامة علاقات صداقة وتواصل وتبادل الملفات المكتوبة والمسموعة والمرئية.
إيجابيات مواقع التواصل الاجتماعي:
العالمية: التقاء الحواجز الجغرافية والمكانية، وتحطم فيها الحدود الدولية.
التفاعل: فالفرد مستقبل وقارئ ومرسل وكاتب ومشارك.
التوفير: توفير للجهد والوقت والمال أيضاً نظرا لمجانية الاشتراك والتسجيل فهي ليست محدودة لأصحاب الأموال.
سلبيات مواقع التواصل الاجتماعي:
إضاعة الوقت: فمع توفر الخدمات الترفيهية الكثيرة في مواقع التواصل الاجتماعي قد ينسى الفرد أولوياته بالنظر إليها لوقت طويل.
الإدمان: الاستخدام المفرط لهذه المواقع يؤدي إلى إدمان الفرد عليها من ناحية الاستخدام السلبي وتشرّب الأفكار الهدامة ومخالفة القيم الشخصية.
الانفتاحية: فهناك العديد من المواقع التي تدعوا إلى الرذيلة وهناك صناع محتوى يدعون إلى إفساد الأخلاق والقيم والدين.
موقع سناب شات:
تطبيق للتواصل الاجتماعي يسمح للمستخدمين بتبادل الصور ومقاطع الفيديو بخاصية مميزة وهي تحديد زمن معين لرؤيتها وعند انتهاؤه تختفي من جهاز المتلقي، ويسمح فيه بتبادل الرسائل الخاصة أو حفظ الرسائل والفيديوهات بشكل خاص.
مميزاته:
السرعة في نشر الأخبار ومشاركة الصور: فبمجرد تصوير شيء يصبح جميع المضافين لديك قادرين على مشاهدتها.
نشر المحتوى الهادف: يستخدم العديد من المعروفين على شبكة السناب شات حسابهم في نشر المعلومات الهادفة باستخدام خاصية ظهور المحتوى لأي شخص يبحث عنهم، وهذا ما يستخدموه الكثير من المؤثرين في يومنا الحالي.
التسويق والترويج: يستطيع أصحاب الأعمال بنشر محتوى عن عملهم ومنتجاتهم ليتمكنوا من الحصول على أكبر قدر من المشترين.
سلبياته:
إمكانية الوصول: يستطيع أي شخص الوصول إلى مسمى التعريف لديك و طلب إضافة منك.
العلاقات بين الجنسين: فيستطيع الفرد التعرف على أي شخص على السناب شات وإرسال الصور والفيديوهات له بشكل خاص، ويستخدموه الكثير للتعارف المحرم شرعاً في ديننا الحنيف.
الانتحال والتهديد: ينتحل العديد من الشباب شخصية فتيات ليمكنهم من كسب ثقة الفتيات الأخريات للاطلاع على محتواهم، والتمكن من سرقته وتهديدهم بوقت آخر وهذا ما كافحته حكومتنا العزيزة من خلال تطبيقات البلاغ التي أصبحت في متناول الجميع، مثل تطبيق “كلنا أمن”.
العلاقات الغير مشروعة بين الجنسين:
كسرت وسائل التواصل الاجتماعي كافة الحدود بين الجنسين، وأتاحت للنساء والرجال بالتواصل مع بعضهم بدون حدود واضحة وضوابط دينية وأخلاقية، فالمحرمات ما زالت موجود حتى وإن كان بالواقع الافتراضي، ووجود العديد من المنحرفين أخلاقياً في مواقع التواصل الاجتماعي يزيد من نشر الأفكار الهدامة والرذيلة.
ففي تطبيق سناب شات تخلى العديد من الفتيات والشباب عن التزامهم الديني عن طريق التواصل مع بعضهم البعض وإقامة العلاقة غير المشروعة بين الجنسين وتبادل الرسائل الخاصة، وبمعلومية أن تطبيق سناب شات قائم على ارسال الفيديوهات القصيرة والصور تم استخدام هذه الخاصية لمشاركة الفتيات صورهم وفيديوهاتهم الشخصية والتي تبرز ما أمرنا ديننا الحنيف بتغطيته، كالتصوير بدون حجاب وقد يصل الأمر إلى تصوير المقاطع المخلة بعذر أنها لن تكون متواجدة بعد عدة ثواني.
وأصبحت تقام علاقات محرمة كاملة عن طريق تطبيق السناب شات قائمة على التصوير والمحادثات والمكالمات، وتغطى بغطاء استغلال الشباب للفتيات لمعرفتهم أن هذا واقع افتراضي يستطيعون الانسحاب منه بكل سهولة وهذا فخ وقعت الكثير من فتياتنا فيه، وقد تصل في نهاية الأمر إلى التهديد والتشهير ونشر الصور الخاصة التي تم إرسالها أمام الملأ وحدوث مضاعفات كثيرة نظراً للتشهير الحاصل على الفتاة.
وفي الختام مواقع التواصل الاجتماعي سلاح ذو حدين وكل تطبيق وموقع في شبكات التواصل الاجتماعي يُمكن ان يتم استغلاله وتوظيفه بالطريقة الصحيحة والسلمية وإقامة العلاقة غير المشروعة بين الجنسين لأخذ الفائدة أو للعب واللهو ونشر الانحلال الأخلاقي وتطبيعه. حاولنا كشف حقيقة العلاقات المحرمة بين الجنسين ضمن مواقع التواصل الاجتماعي كافة وبالتحديد ضمن تطبيق سناب شات الذي أصبح توجهاً للعديد من الانحرافات الأخلاقية في يومنا الحالي.