كرم الدين الإسلامي العلاقات الزوجية بين الذكر والأنثى وحث عليها وعلى ضرورة اختيار شريك الحياة المناسب فالأسرة والعلاقة الزوجية المستقرة والمستقيمة هيا أساس المجتمع الإسلامي التي شرعه الله وأثبت له حقوق الزوج والزوجة على بعضهما لضمان علاقة صحية وطيبة تحت إطار ديني حنيف يؤدي إلى سعادة الطرفين في جميع أمور حياتهم. وهنا سوف نناقش حق الزوجة على زوجها من الناحية المعنوية.
حق الزوجة على زوجها معنوياً
أولاً العدل:
ويعني فيه العدل بالقسم بين الزوجات والمراد بالقسم: هو المساواة والعدل بينهم وهو ممتنع. فقال تعالى: [وَلَن تَسْتَطِيعُوا أَن تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ] (النساء: ١٢٩). وقال تعالى: [فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً] (النساء: ٣). وفيه شمولية بالمبيت والنفقة وقال الضحاك وغيره: يجب العدل في الميل والمحبة والجماع وهذا حقها في المعاشرة بالمعروف، فإذا لم يستطيع العدل فلا يتزوج غيرها.
تعرف على حقوق الزوجة على زوجها من الناحية المادية.
ثانياً الإعفاف:
هو حق واجب للمرأة على زوجها ويكون بجماعها ووطأها والاستمتاع بها وتلبيتها شهوتها، وذلك لاعفافها عن الحرام. قال تعالى: [وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (5) إِلَّا عَلَىٰ أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (6)] (المؤمنون: ٥،٦). ولا يجوز للرجل عزل زوجته الحرة بلا إذن منها لحقها في الولد وضررها من العزل فلم يجوز إلا بإذن منها.
ثالثاً عدم الإضرار بها:
وهو الابتعاد عن كل ما يلحق بها ضرر، قال تعالى: [وَلَا تُمْسِكُوهُنَّ ضِرَارًا لِّتَعْتَدُوا] (البقرة: ٢١٣). فيجب حمايتها وصونها وحفظها مما يسيء لكرامتها، ومنحه الشارع سلطة التأديب بما يرضي الله قال رسول الله ﷺ (ولا تضرب الوجه، ولا تقبح، ولا تهجر إلا في البيت).
رابعاً التعليم:
من حق الزوجة على زوجها تعليمها دينها وأحكامه أو منعها من التعليم واستفتاء العلماء وحضور دروس العلم، فالتعليم يعزز إمكانيات المرأة ويساعدها على خلق مجتمع متفاهم ويعينها على تربية أطفالها وتعليمهم أمور دنياهم ودينهم بالشكل الصحيح لخلق بيئة منزلية ومجتمعية صحية ومستقيمة على أمور الدين. عن أبي موسى الأشعري، قال: قال رسول الله ﷺ: ( ثلاثة لهم أجران: رجل من أهل الكتاب آمن بنبيه وآمن بمحمد ﷺ، والعبد المملوك إذا أدى حق الله وحق مواليه، ورجل كانت عنده أمةٌ فأدبها فأحسن تأديبها، وعلمها فأحسن تعليمها، ثم أعتقها فتزوجها فله أجران).
خامساً حقها في أبنائها:
- حقها في الحضانة: والمراد بالحضانة هو تربية الطفل حتى يقوى لأمور حياته. واتفق أهل العلم بالإجماع على حق الأم في حضانة طفلها في حال انفصال الزوجين. عن عبدالله بن عمرو، أن إمرأة طلقها زوجها، وأراد أن ينتزع ولدها منها، فجاءت النبي ﷺ فقالت: يا رسول الله حين كان بطني له وعاء وثديي له سقاء وحجري له حواء، أراد أبوه أن ينتزعه مني؟ فقال رسول الله ﷺ: (أنت أحق به مالم تزوجي).
- حقها في استشارتها بزواج ابنتها: بموجب تعب الزوجة في تربية ابنتها ورعايتها لها، ضمن الشرع حقها في استشارتها في زواج ابنتها. عن ابن عمر، قال: قال رسول الله ﷺ:(آمروا النساء في بناتهن). وهذا من أوجه حسن العشرة للزوجة، ورضا الأم عن زوج ابنتها وتليين قلبها ونصحها لقرب البنت من أمها.
سادساً التدين:
- الزوجة غير المسلمة: من حق الزوجة غير المسلمة أن يكون لها حريتها في التدين والاعتقاد وفق الضوابط الشرعية.
- الزوجة المسلمة: ضمن الإسلام حق الزوجة في العبادات كخروجها للصلاة في المسجد. وإمامة النساء، وشهودها صلوات العيدين، والكسوف. عن ابن عمر، عن النبي ﷺ قال: (ائذنوا للنساء بالليل إلى المساجد). كما وضمن حقها في صيام النوافل وقضاء رمضان بموجب اختلاف طبيعة جسمها عن الرجل مما يمنعها من صيامه كاملاً في وقته، وضمن حقها في أداء الحج والعمرة،عن عائشة أم المؤمنين قالت: قلت يا رسول الله هل على النساء جهاد؟ قال: (عليهن جهاد لا قتال فيه الحج والعمرة). ويجب فيها مراعاة الأحكام الشرعية لكل تصرف.