منظمة داعش هي منظمة إرهابية في نظرة الدين والعُرف. وهي منظمة متطرفة أُقيمت تحت ستار الدين الإسلامي. اعتمدت داعش على التخريب والقتل والسبي باسم الدين الصحيح والدعوة إليه. وهذا ما جعل الكثير من ضعفاء النفوس وقليلين المعرفة بالدين الإسلامي من تصديقهم والانضمام إليهم في بادئ الأمر. حتى ظهر فساد داعش الإرهابي والذي أيقض العديد من الباحثين والدارسين وعلماء الدين. الذين بينوا ماهية داعش الحقيقية بكشف توجهاته الضالة وأفكاره المنحرفة الإرهابية لبقية الناس والمسلمين بشكل خاص.
معنى داعش:
تُعد كلمة داعش اختصاراً حديثاً بمعنى ” الدولة الإسلامية في العراق والشام” على النحو التالي:
- (د): كلمة الدولة
- (ا): كلمة إسلامية
- (ع): كلمة العراق
- (ش): الشام
ويعرف داعش بأنه تنظيم متطرف. يتكون من أفراد تم استدراجهم باسم الجهاد ووعدهم بالجنة. مدعيين بأنهم يقومون بتطبيق شرع الله بين الناس. بينما يقومون بقتل وتشريد وترهيب الآمنين من المسلمين وغير المسلمين في البلد نفسه والبلدان المجاورة.
نُظمت داعش على يد أبو عمر البغدادي بداية من 15 أكتوبر 2006م في العراق. من خلال جمع مجموعة من المسلحين وحثهم على القيام بهجمات إرهابية داخل العراق. قُتل أبو عرم البغدادي في عام 2010م وتولى تنظيم داعش أبو بكر البغدادي.
توجهات داعش الإرهابية:
- إسقاط الدول العظمى المسيطرة على دول العالم الثالث كأمريكا. والعمل على تكذيب وتخريب إعلامها لإحراجهم أمام المسلمين عن طريق خلق صورة قوية على الرغم من محدودية المنظمة. والقيام بالحروب النفسية والإعلامية لإضعاف جيوش الدول العظمى والتمهيد لسقوطها.
- محاولة الحصول على أكبر عدد من المتعاطفين والمنظمين إلى صفوفهم. بخديعة الدين الإسلامي للوصول للقدرة التي تمكنهم من القيام بالأعمال الإرهابية.
- اعتماد سياسة الترهيب والتشريد والقتل مع جميع المعادين للمنظمة. أو من الأبرياء من المسلمين بغرض زيادة سيط القوة والغلظة التي يطمحون إليها.
- وأهم توجه لداعش هو إقامة الخلافة الإسلامية السنية المدعّي فيها تطبيق الشريعة الإسلامية في العراق وسوريا والتوسع للبلدان المجاورة. ( ناجي، صـ8-9)
أعمال داعش الإرهابية:
أولاً: التكفير
من أول الأفعال المخالفة للدين الإسلامي والتي يطبقها داعش كعذر للقيام بالأعمال الإرهابية هي تكفير المسلمين والحكم عليهم بالردة وإقامة عليهم الحد من استباحة الدماء والأموال والممتلكات من غير فقه أو اعتبار للضوابط الشرعية؛ كتكفيرهم للأقرباء ورجال الأمن وحكام الدول.
وقف الإسلام موقف صارم وثابت تجاه تكفير المسلمين وبيّن الوعيد الشديد لهذا الفعل فجاء عن الرسول صل الله عليه وسلم قول: (إذا قال الرجل لأخية يا كافر فقد باء به أحدهما). (البخاري، جـ3/صـ145). وعن أبي ذر رضي الله عنه أنه سمع الرسول صل الله عليه وسلم يقول: (من دعا رجلاً بالكفر، أو قال عدو الله، وليس كذلك إلا حار عليه). (البخاري، حديث رقم 5752)
وكان لرأي هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية تأكيداً على أن التكفير حكم شرعي مثل التحليل والتحريم والإيجاب ومرده إلى الله سبحانه وتعالى ورسوله الكريم صل الله عليه وسلم، ويُقال لكل فعل أو قول من الممكن أن يوصف بالكفر أن يكون كفراص أكبر ومخرج من الملة الإسلامية أو يحكم على صاحبه بالردة. فأكدت هيئة كبار العلماء عدم جواز تكفير أي شخص إلا بما دل به الكتاب والسنة دلالة واضحة خالية من الشك والظن.
وحذرت الهيئة من خطر التكفير امتثالاً لقول الله تعالى:
(قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَن تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (33)) (سورة الأعراف)
وبالرجوع إلى قول رسول الله صل الله عليه وسلم عن الخوارج بأنهم جماعة تتسم بالغلو والتطرف الديني في العبادات والأقوال والأحكام بدون فقه في الدين الإسلامي باختلاف جهاتهم ومسمياتهم، ففي قول أبي الخويصرة أن الرسول صل الله عليه وسلم قال: (إن له أصحاباً يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم وصيامه مع صيامهم يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية). (البخاري، حديث رقم 3414). فهؤلاء الخوارج الذين فرقوا صفوف المسلمين وانقلبوا على خليفة المسلمين علي بن أبي طالب t عن طريق إثارة الفتن بسبب جهلهم وسوء فهمهم في الدين والفقه الإسلامي.
والرجوع لما فعله الخوارج في قديم الزمان وبين أفعال داعش الآن. فهناك الكثير من التشابه حتى مع اختلاف الطريقة المستخدمة أو الأفعال المطبقة. إلا أنهم مع اتسامهم بالغلو في العبادة واتباع السنن. إلا أنهم يعانون من قصور شديد في فهم الدين الإسلامي. بل وقد يصل الأمر إلى التحريف أو عدم الأخذ بالأحكام الصريحة. في الشؤون الإسلامية رغبة في تحقيق أهدافهم الشخصية.
ثانياً: القتل
لم تحترم منظمة داعش حرمة المسلمين كما أمرنا في عقيدتنا الإسلامية. فاتجهت داعش إلى سفك الدماء وإحراق الجثث وسبي النساء واستحلال عرضهم. واغتصاب الأطفال إناثاً وذكوراً والاعتداء على ممتلكاتهم وأموالهم. فكان لداعش النصيب الأكبر من الأفعال الإرهابية الشنيعة. المتصفة بالعنف والفساد والتخريب كأسلوب الأخذ بالقوة لتصفية حساباتهم مع معاديهم وارسال رسائل الرعب لهم.
ووصل الأمر إلى استهداف داعش للمساجد ومحاولة تفجيرها وقتل الأبرياء من المسلمين المصلين المطمئنين وهم بين يدي الله وهذه كانت سابقة فلم يجرؤ الجماعات المتطرفة على القيام بهذه الخطوة من قبل. وتم تنفيذ واحدة من هذه المهام في موسم الحج في مكة المكرمة أثناء أداء الصلاة بدون الأخذ بحرمة المساجد وحرمة الأنفس؛ وتم فيها قتل عدد من رجال الأمن أثناء أدائهم للصلاة.
واستناداً لقوله صل الله عليه وسلم : (سباب المسلم فسوق وقتاله كفر)، وقال صل الله عليه وسلم: (من حمل علينا السلاح فليس منا)، وقال صل الله عليه وسلم : ( لا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم بعضاً). وهنا يبين الرسول أن الكفر المقصود كفر العمل وليس كفر الجحود فوصف صل الله عليه وسلم قتال المسلم لأخيه المسلم من أعمال الكفر.
واستناداً لقوله تعالى :
(وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا ۖ فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَىٰ فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّىٰ تَفِيءَ إِلَىٰ أَمْرِ اللَّهِ ۚ فَإِن فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا ۖ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (9)) (سورة الحجرات)
وهنا بياناً على جواز القتال دفاعاً على النفس في حال اعتداء طائفة مسلمة على أخرى وفقاً لما يحدده ولي الأمر من ضوابط.
ثالثاً: الدعوة للجهاد الغير شرعي
المقصود بالجهاد الغير شرعي هو حث المسلمين على مقاتلة المسلمين في دولتهم أو في دولة أخرى أو غير المسلمين من المستأمنين والمعاهدين. ومن أكثر الطرق المستخدمة من قِبل داعش هي طريقة الدعوة الإعلامية للجهاد باسم الدين الإسلامي للوصول لأكبر قدر من الناس في مدة زمنية قصيرة.
ويمارس داعش الإرهاب الفكري بشكل كبير جداً وقد يكون من أقوى أسلحته والطريقة الأساسية لتجنيد ضعفاء النفوس ودعوتهم للجهاد الغير شرعي عن طريق استخدام الانترنت ووسائل التواصل الاجتماعي للوصول لفئة الشباب المراهقين غالباً والذين يمتلكون عقول خصبة يسهل التلاعب بها.
وكان للإسلام موقف صريح حول قتل الأرواح بأي غرض كان ففي قوله تعالى:
(مِنْ أَجْلِ ذَٰلِكَ كَتَبْنَا عَلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا ۚ وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم بَعْدَ ذَٰلِكَ فِي الْأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ (32)) (سورة المائدة)، وقوله تعالى: (وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ۗ وَمَن قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلَا يُسْرِف فِّي الْقَتْلِ ۖ إِنَّهُ كَانَ مَنصُورًا (33)) (سورة الإسراء)،
وقول الرسول صل الله عليه وسلم : (أكبر الكبائر: الإشراك بالله، وقتل النفس، وعقوق الوالدين، وقول الزور أو قول شهادة الزور) (صحيح البخاري، حديث رقم 5547)
فتبين الآيات والأحاديث النبوية عظمة النفس البشرية وتحريم تخويفها وإرهابها وقتلها بغير وجه حق سواء للمسلمين أم غيرهم من المستأمنين والمعاهدين وهذا دليل صريح على حرمة ما تقوم به داعش وأنها لا تمت للدين والعقيدة الإسلامية بأي صلة.
رابعاً: الاختطاف
يُعد الاختطاف حركة إرهابية حديثة ونستطيع تعريف الاختطاف بأنه الاستيلاء على شخص ما، ويتم تحريره في بعض الأحيان عند تنفيذ مطالب معينة أما في حال منظمة داعش فلا يستطيع المُختطفون الخروج منها إلا في حال نجاحهم بالهروب.
ويعتبر الاختطاف حركة حديثة لعدم حصولها في عهد السلف من الفقهاء فكان هناك أسرى للحرب فقط لذلك عرّف الفقهاء الاخطاف بأخذ الرهائن الذي سمح به ديننا الإسلامي؛ ولكن ضمن ضوابط تجيزها العقيدة الإسلامية وهي:
- تحقق العدوان: فيحق عند حال بدء العدوان أن ترهب العدو بأخذ الرهائن ولكن لا يجوز أن يتم أخذ الرهائن من المسلمين وغير المسلمين من المستأمنين في غير حال الحرب.
- سلامة المقصد: أن يكون الاختطاف فقط من أجل إرهاب العدو وليس من اجل المصالح الشخصية مما تفعله داعش بالاستمتاع بالرهائن وإجبارهم على القيام بالأعمال الإرهابية كالتفجير والقتل.
- المعاملة الحسنى: للرهائن الحق في المعاملة الحسنى مثل غيرهم من الأسرى لأن المقصود بأخذهم ليس تخويفهم شخصياً إنما تخويف القائم عليهم من الأعداء، بينما تقوم منظمة داعش بمعاملتهم بأقسى الأشكال وبالأحرى تعاملهم كالعبيد والجواري.
خامساً: انتهاك الأعراض
من أكثر الأعمال التي تقوم بها منظمة داعش هي اغتصاب الشرف وإكراه النساء على الزنى؛ ولا يتوقف الأمر على النساء فقط فحتى الأطفال يتعرضون لهذا الفعل الشنيع الخالي من المشاعر الإنسانية أولاً والمنافي لعقيدتنا الحنيفة ثانياً.
وهناك عدداً من النساء الهاربات من داعش والاتي قمن بفضح أفعالهم الإجرامية في انتهاك الأعراض والشرف حيث صرّحن بأنهن يتعرضن للاغتصاب بشكل متواصل لمدة ساعات متتالية على يد أكثر من عشرون رجل، ثم يقومون ببيعهم وتستمر هذه العملية. والحال ذاته يحصل مع الأطفال حتى أن بعضهن يمتن من شناعة الفعل المرتكب وضعف أجسادهن في تحمله.
فبقول رسول الله صل الله عليه وسلم : (إن دمائكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام)(صحيح البخاري، حديث رقم 4406، جـ5/صـ177)، وقوله صل الله عليه وسلم : (كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه)(صحيح مسلم، حديث رقم 2564)، وقوله تعالى:
(وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا ۖ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا (32)) (سورة الإسراء)
فهو قول صريح وواضح على حرمة الاغتصاب وانتهاك الشرف، وفعل الزنى محرم تحريم ثابت قطعي لا مجال في الشك فيه.
قضايا جنائية سببتها منظمة داعش في المملكة:
الأولى:
القضية المشهورة لأخوين توأمين قتلوا ثلاثة من أفراد عائلتهم (الأم والأب والأخ الأكبر) في المملكة العربية السعودية، بدأت القضية بتعرف أحد التوأمين على شخص من مواقع التواصل الاجتماعي الذي اتضح فيما بعد أنه من منظمة داعش وقام هذا الشخص بغسل أفكارهم وتحريضهم على الجهاد الغير شرعي عن طريق قتل أبويهم وأخاهم الأكبر بحكم تكفيرهم.
وعلى الرغم من وضوح الفخ المحاط بهم إلا أن الأخوين لجهلهم وقعا فيه وقاما بطعن الوالدين والأخ الأكبر بالسكين والساطور؛ وادت هذه الحادثة إلى موت الأم ونجاة الأب والأخ تحت إصابات بالغة كلفتهم قضاء الوقت الطويل في العناية المركزة تحت حالة خطرة جداً. وأُقيم على التوأمان حد الله في القتل المعتمد وهو الإعدام.
الثانية:
وكما حصل في مدينة خميس مشيط حيث قتل شاب في الرابعة والثلاثين من عمره والده بعدة طعنات توفى على أثرها بعد نقله إلى المستشفى؛ وحصل ذلك بسبب انضمامه إلى جماعة داعش التي قامت بتكفير والده ودعوته على الجهاد عن طريق قتل والده المُكفّر كما حدث في قضية الأخوين التوأمين.
الثالثة:
وللأسف الشديد تكررت الحادثة في مدينة الرياض عند تفجير شاب لسيارة رجال أمن باستخدام عبوة متفجرة عند نقطة التفتيش في شهر رمضان المبارك رغبة منه بقتل خاله بسبب أنه عقيد عسكري.
جهود المملكة في ردعها:
وقامت المملكة العربية السعودية في عامنا الحالي 2022م بتنفيذ 81 حكماً شرعياً قضائياً مرتبطة بالأعمال الإرهابية التابعة لداعش وكانت أغلبية هذه الأعمال تُمارس ضد رجال الأمن وقد تصل إلى قتلهم أو إصابتهم إصابات بالغة وتتمحور بعض هذه القضايا حول القيام بالأعمال الإرهابية من السطو المسلح وإطلاق النار على المواطنين والمقيمين، كما وهناك بعض القضايا للممولين للجماعات الإرهابية وتهريب الأسلحة والذخائر والمتفجرات.
حلول للحفاظ على المجتمع من الإرهاب الغير مشروع:
أولاً:
الدعم المادي للأطفال القادمين من عائلات ذوي دخل منخفض. لتسهيل الحياة بحيث تكون مساهمة لعمليتهم التعليمية والمعيشية بحيث يتوفر لهم حياة كريمة.
ثانياً:
الاعتناء بالتعليم المناسب للأطفال والشباب. وبالأخص الذين يعانون من ظروف مادية أو اجتماعية أو صحية. تمنعهم من الحصول على الفرصة التعليمية بشكل كامل. عن طريق توفير الوسائل التعليمية المناسبة لكل منطقة وأهلها. وقدرتهم وبناء المدارس والمعاهد في جميع أنحاء البلاد. لإعطائهم المقدرة على الوصول للبيئة التعليمية بطريقة أكثر سهولة.
ثالثاً:
مساعدة الفتيات على الحصول على الوعي والثقافة. اللازمين لحفظهم من المغريات الإرهابية وجعلهم أكثر قدرة على مواجهة المواقف الإرهابية. بمنطقية وأسلوب أكثر حكمة ومعرفة.
رابعاً:
غرس القيم العملية للشباب والشابات ومساعدتهم على اكتشاف ميولهم وتوجهاتهم. وتنمية هذا الجانب مع محاولة تعريفهم على المجالات العملية المختلفة. التي تعطيهم خلفية عن العمل خارج نطاق راحتهم لضمان قدرتهم على مجاراة ظروف الحياة.
خامساً:
تفعيل المؤسسات الشبابية التي تساعد الشباب على اختبار توجهاتهم وميولهم. من خلال العمل الفعلي وإعطائهم الفرص التطوعية التي بدورها تعزز الشعور بالانتماء المجتمعي. كما وتعزز التراحم والتآخي بين أفراد المجتمع. تطبيقاً لقول رسولنا الكريم صل الله عليه وسلم. : (مثل المؤمنين في توادهم وتعاطفهم وتراحمهم كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى). (البخاري فتح الباري).
سادساُ:
إتاحة الأنشطة والبرامج المساهمة في تعليم القوة الشبابية عن الأخلاق الحميدة. من خلال حصول المواقف التنافسية الحميدة وإشعال روح التعاون بين الجماعات وحب الخير للغير. وبالأخص احترام النظام والسير وفق جدول أعمال المطلوبة والمحددة منهم لخلق جو أكثر انضباطاً.
سابعاً:
تقديم العون للشباب في حل المشكلات المواجهة لهم. سواء كانت مشكلات نفسية أو اجتماعية أو اقتصادية. والتي بدورها تعطيهم قدرة على الوثوق بالأفراد الآخرين. وخلق رؤية أكثر وضوحاً لهم لمعرفة أن هناك من يهتم لأجلهم. والتي من شأنها أن تساعدهم في التخلص من العادات والتصرفات السيئة المخالفة للدين والعُرف.
ثامناً:
تعزيز الوازع الديني منذ الولادة. عن طريق استخدام أسلوب المحبة والرحمة والتعاطف. التي هي من صفات المولى تعالى. والتوقف عن استخدام طرق التخويف والتهديد بالعذاب والعقاب. المسببة للنفور الديني والتي تؤدي إلى أخذ فكرة خاطئة عن الدين أنه دين متعصب ومغلق.
تاسعاً:
فتعزيز الوازع الديني بالشكل الصحيح والمطلوب من أهم أسباب لجوء الشباب. إلى التفكير السليم المؤدي إلى التوازن والاعتدال الذي أمر به الإسلام، كما قال تعالى في كتابه:
(وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا ۗ وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَن يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّن يَنقَلِبُ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ ۚ وَإِن كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ ۗ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَّحِيمٌ (143)). (سورة البقرة)
وقوله تعالى: (كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ۗ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُم ۚ مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ (110)). (سورة آل عمران)