رجوعا لسنة الرحمة لم يكن انتشار الأوبئة بالشيء الغريب في الجزيرة العربية. فعلى مر الأزمنة انتشرت الكثير من الأمراض الفتاكة التي مات على أثرها الكثير من الناس إثر تفشيها الكبير. والذي لم تكن الجزيرة العربية قادرة على التصدي له بحساب الإمكانيات الضعيفة في بداية القرن الحالي.
الأوبئة المنتشرة
انتشرت العديد من الأوبئة على مر الأزمان ومن ضمن هذه الأوبئة الفتاكة انتشر مرض الإنفلونزا الاسبانية وهو مرض قاتل ومميت. وسمي بالطاعون -وهو لقب يطلق على الأمراض التي تفتك بالعديد من الناس وتسبب نسب الوفيات الكبيرة في وقت قصير-. بدأ انتشار مرض الإنفلونزا الاسبانية في أمريكا الشمالية والتي انتقل على أثرها إلى كافة دول العالم ومن ضمنها الدول العربية في الشرق الأوسط.
نتيجة لذلك وصل وباء الإنفلونزا الاسبانية إلى المملكة العربية السعودية في عام 1919م الموافق 1337هـ وانتشرت مقولات بشأن دخول المرض بحيث يقال أن المرض دخل في نجد بمنتصف شهر صفر واستمر حتى ربيع الأول وبسبب ذلك سميت هذه السنة – سنة 1337ه- بسنة الرحمة.
التسميات العديدة لسنة 1337هـ:
سميت سنة 1919م أو 1337 هـ بعدة تسميات ومنها:
- سنة الأمر.
- سنة الطاعون.
- سنة السخونة.
سبب التسمية سنة 1337هـ بسنة الرحمة:
كان السبب الأكبر في تسمية المملكة العربية السعودية لسنة 1337هـ بسنة الرحمة. بالرجوع والأخذ بالحديث النبوي الشريف لقوله صلى الله عليه وسلم ” الطاعون رحمة لأمتي”.
نتيجة لإصابة الناس على أثر وباء الإنفلونزا الاسبانية في سنة الرحمة أكثر من 500 مليون مريض من نساء ورجال وأطفال بمختلف الفئات العمرية. بالإضافة إلى ذلك تسبب الوباء بالانتقال إلى رحمة الله لما يقارب أكثر من 100 مليون مريض. وكان من ضمنهم زوجة الملك عبدالعزيز آل سعود وابنه الأمير تركي بن عبدالعزيز آل سعود والأميرة الجوهرة بنت جلوي آل سعود.
كان يصلى في اليوم الواحد على أكثر من 100 جنازة ولم يكن معروفاً سبب انتشار المرض آنذاك وتم تصنيفه على أنه الانفلونزا الاسبانية بعد 12 عاماً من وقوعه. فتم التعامل معه كمرض فتاك لا يوجد مجال لعلاجه على الرغم من توفر العلاج بشكل بسيط وسريع في وقتنا الحالي.
كشفت العديد من الدراسات أن الوباء المنتشر في سنة الرحمة والمسمى بالإنفلونزا الاسبانية ما هو إلا انفلونزا الخنازير ولهذا يعود وجود انفلونزا الخنازير إلى عام 1919م / 1337هـ .