رابطة الزواج هي رابطة مقدسة وقد جعل الله بين الزوج وزوجته السكن والراحة والهدوء والطمأنينة والألفة. كي تتمتع الأسرة باستقرار وتبنى على أواصر مترابطة. إلا أن التغيرات التي طرأت على المجتمع جعلت هناك الكثير من أنواع الزواج المقبولة مجتمعيا ومنها الزواج المبكر. والذي بدوره أدى إلى الكثير من مخاطر الزواج المبكر على المستوى الفردي للزوجة وعلى المستوى الاجتماعي من الناحية التعليمية والصحية والاقتصادية.
ما هو الزواج المبكر؟ وما هي أسبابه؟
مخاطر الزواج المبكر
الناحية التعليمية:
يعد التعليم عاملاً رئيساً في التنمية البشرية المستدامة وهو عنصر مـن عناصر الرفاه الاقتصادي. ووسيلة الفرد لاكتساب المعارف والارتقاء بالمجتمع الـى المـستويات الثقافية المتقدمة في جوانب الحياة المختلفة . وخاصة تعليم الاناث اذا تعد من العوامل المـؤثرة في التنمية. وذلك ان التعليم لا يعني فقط تزويد الشخص بمهارات القراءة والكتابة بل يتعدى ذلك الى انماء الانسان من كل الجوانب.
وعلى الرغم من أهمية التعليم الا ان هناك بعض العادات والتقاليد التي ماتزال تـسيطر على سلوك الافراد. والتي يمكن ان تشكل عائقاً امام تنمية المجتمع وهي الزواج المبكر والذي من شأنه ان يؤدي الى الحرمان من التعليم وعدم مواصلته. ذلك لان طبيعة التنشئة الاجتماعية غرست في اذهان الاباء والامهات فكرة ان المكان المناسب للفتاة هو البيت وبالتالي لا داعي لذهابها الـى المدرسة او الاستمرار في التعليم . وهذا من شأنه ان يؤثر سلبياً في عملية التنمية الاجتماعية ذلك لان التمسك بمثل هذه العادات ودفع الفتاة الى الزواج المبكر حال بلوغهـا يترتـب عليـه بقـاء الامهات اميات وتدني مستوى الوعي لديهن وكل ذلك ينعكس على تربيتهن للأطفال.
ومن هنا فأن عدم التركيز على تعليم الفتيات ودفعهن الى الزواج المبكر يرجـع تأكيـد للنظرة التقليدية ازاء مكانة المراة ودورها الاجتماعي تلك النظرة القاصرة التي تـرى ان الانثـى مخلوقة ضعيفة مكا نها البيت ووظيفتها الانجاب وتربية الابنـاء . فـي حـين تؤكـد الاتجاهـات المعاصرة الرامية الى تنمية المجتمع أهمية تعليم المرأة وإعدادها في كافة الميادين حيث لا يمكنها أداء أدوارها إلا إذا كانت متعلمة بل لا تستطيع ان تمارس دورها في التنـشئة الـسليمة للابنـاء الامن خلا ل الوعي ، فكلما كانت المراة متعلمة اصبحت قادرة على ممارسة دورهـا ووظيفتهـا.
الناحية الاقتصادية:
تبرز أهمية المرأة في التنمية الاجتماعية والاقتصادية باسهامها الفاعـل فـي النـشاط الاقتصادي. فهي تساهم في ذلك النشاط ب اعتبارها تمثل نصف الموارد البشرية التي تعتبر الدعامة الأساسية في العملية الانتاجية.
الا انـه مـن الواضـح ان مشاركة النساء في البلدان الشرقية الإسلامية متميز بأوطأ معدلات المشاركة في قوة العمل. ويأتي هذا بسبب الترويج للزواج المبكر والقناعة الموروثة والتقليدية في منع النساء من العمـل خـارج المنزل جنباً الى جنب مع الرجال.
الا ان الزواج المبكر يؤدي الـى بقاء المرأة تمارس حياتها في البيت فقط. ولم تتمكن من كسر الطوق المحاط بها لتمارس مهنـاً او اعمالا اخرى. كأن تكون معلمة مثلاً علماً ان الافراد العاملون يـساهمون فـي عمليـة التنميـة الاجتماعية من خلال عطائهم الذي يؤدي الى تطور قـدراتهم الشخـصية وتحـسين اوضـاعهم الاسرية.
الناحية الصحية:
تمثل الرعاية الصحية للأفراد حقاً من حقوقهم ذلك ان الانسان في الواقع هو مصدر العمـل والانتاج. وعليه فأن مردود التنمية يجب ان يكون من نصيبه كما ان الوعي الـصحي يعـد مـن العوامل التي تخلق افراد اصحاء بدناً وعقلاً.
وهي الزواج المبكر حيث ان لمثل هذا النوع من الزواج له مخاطر عديدة . حيث ان الفتاة في هذا العمر تكون غير مهيأة جنسياً ونفسياً واجتماعياً للحمـل وبناء عائلة. بالإضافة إلى ذلك فالزواج المبكر يعرض الفتاة ذاتها واطفالها لمخاطر عديدة ومـشاكل صـحية منها أهمها :
- عدم نمو الهرمونات الجسدية بشكل كامل كالهرمونات المسؤولة عن الطول والهرمونات المسؤولة عن تنظيم الدورة الشهرية. والتي تكون غير منتظمة اصلاً في مرحلة المراهقة حيث تكون الفتـاة فـي مرحلة النمو الجسماني.
- تعرض الفتاة لأمراض مثل فقر الدم بسبب تبدد مخزون الغدد وقوة الجسم على الحمل بـدلا من اتمام بناء جسمها وتكامله الطبيعي.
- عدم الوعي الصحي في هذا الجيل وبالذات تنظيم الحمل قد يؤدي الى تكـرار الحمـل مـع ازدياد عدد الاطفال. فيكون التأثير الصحي مضاعفاً من ناحية على جسدها ونفـسيتها ومـن ناحية اخرى على تربية الاطفال.
- الاجهاض وزيادة امكانية التعرض لعملية قيصرية بسبب عدم اكتمال نمو الحوض ورفـض الجسم للجنين.
- عدم حدوث الحمل فورا بسبب عدم اكتمال النمو ما يزيد من الضغط النفسي علـى المـرأة الصغيرة.
- الانعكاسات على الطفل : الولادة المبكرة واحتمال ولادة أطفـال قليلـي الـوزن وعرضـة للأمراض. حيث يولد قسم من الأطفال مع إعاقات وامراض دائمة إضـافة الـى تعرضـهم للوفاة.