الغاية الأساسية من الزواج هو الاستقرار النفسي والروحي لهذا الرباط المقدس. الا ان الزواج كنظام تعرض لبعض التحولات والتغيرات والتي أدت إلى بروز طائفة مـن المـشكلات الاجتماعية متمثلاً بالزواج المبكر حيث تعد واحدة من الظواهر الاجتماعية المنتشرة في مجتمعنا، تلك النظرة التقليدية التي ترى في الزواج المبكر للفتاة ضرورة لابـد منهـا مرتبطـة بقناعة مفادها [ان الزواج المبكر للفتاة هو الأكثر ضماناً للعفة] من دون الاكتراث لأبعاد وتأثيرات تلك العلاقات الإنسانية غير ال متكافئة فضلا عن المخاطر الناجمة عن الزواج في مثل هذا العمـر على الفتاة ذاتها من كافة المجالات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والصحية والتي تؤثر بطبيعة الحال على سير حركة التنمية الاجتماعية.
مفهوم الزواج المبكر
لغة: معناه الازدواج والاقتران يقال زوج الشيء وزوجه اليه أي قرنه به، والمزاوجة والازدواج بمعنى واحد، وتزاوج القوم أو ازدوجوا تزوج بعضهم بعضاً.
اجتماعياً: نظام اجتماعي ديني تتكون بمقتضاه الأسرة وتحدد الحقوق والواجبات بالنسبة للزوج والزوجة والأولاد ويتم بعقد رضائي يدخل فيه الطرفان لتحقيق مصالح مشتركة.
فقهياً: عقد يفيد استمتاع الرجل بالمرأة وحل استمتاع المرأة بالرجل قصدا على وجه المأذون فيه شرعا.
قانونياً: عقد بين المرأة والرجل تحل له شرعا غايته انشاء رابطة للحياة المشتركة والنسل.
تعريف الزواج المبكر
هو العلاقة الزواجية التي تنشأ في سن مبكرة تؤهل كل من الطرفين الاعتماد على ذاته بخصوص الالتزامات المترتبة على كل واحد ازاء الطرف الأخر ، إلى جانب تـأهيلهم لإنجـاب وتربية الأبناء الشرعيين الذين ولدوا حصيلة لهذه العلاقة الشرعية بين الـزوجين.
ونستطيع تعريف الزواج المبكر بأنه هو الزواج الذي يتم قبل بلوغ السن القانوني وسن الرشد الاجتماعي.
أسباب الزواج المبكر
المستوى التعليمي المحدود:
يعد التعليم عنصر أساسي في التحول الاجتماعي لعموم السكان، فعندما تستمر المرأة بالتعليم يرتفع معدل الوعي لديها ويرتفع معه سن الزواج.
ويعد التعليم أساس في وعي الوالدين حول ماهية الزواج في هذا العمر الصغير ولذلك يختلف نظرة الوالدين المتعلمين عن قبول الزواج المبكر بالمقارنة بالوالدين الغير متعلمين.
العادات والتقاليد الاجتماعية:
تعتبر العادات الاجتماعية هي القيد العام الذي يجمع أفراد القبيلة أو المجتمع أو الشعب تحت قالب واحد. وبكثير من الأحيان تتغلب العادات والتقاليد في الحكم المسبب لعملية الزواج المبكر. لما قد تراه العشيرة أنسب لأفرادها، وهذا ما يدفع معظم العائلات للتمسك بالرأي الجماعي عوضاً عن التفكير في الأنسب لفتياتها.
صلة القرابة:
ترى الكثير من العوائل أن الزواج من الأقارب أكثر رحمة وحماية وأمنا للفتاة من رجل غريب يصونها ويحرص عليها. كما وتتجه العوائل إلى زواج الأقارب بسبب معرفة الطبقة المنتمي إليها الزوج. وبالتالي لا يتطلب عناء للسؤال عنه أو الخوف من طريقة معيشته.
سوء الوضع الاقتصادي:
يعتبر الوضع الاقتصادي والمالي للأسر من أكبر الدوافع للزواج المبكر. فبناء على ذلك يتجه الشاب إلى الزواج رغبة منه في إنجاب أطفال يعينوه على المعيشة. بينما تتزوج الفتاة بسبب ضعف الدخل المادي لأسرتها وصعوبة في اعالتها وقد يكون رغبة منها في تخفيف العبء.
أسباب دينية:
يؤثر الدين على المجتمعات والبيئات التي تسيطر عليها العاطفة الدينية. إذ تكون الرغبة في إكمال نصف الدين للشاب بينما يتجه الكثير من العوائل لزواج فتياتهم مبكراً بسبب أفكارهم الشخصية عن عفة الفتاة.
تعرّف على مخاطر الزواج المبكر هنا.
