عادة ما يتسم الاكتئاب بالحزن والخمول واليأس ويتطور حتى يكون الشخص غير القادر على النهوض من الفراش. ولكن قد يظهر الاكتئاب يظهر بشكل مختلف في كل شخص على الواقع، فقد يعاني الشخص من الاكتئاب وأعراضه الشديدة من الداخل بينما يظهر ظاهريًا راضٍ تمامًا أو سعيدًا مما يجعله مصاباً بما يسمى بـ “الاكتئاب المبتسم”.
عادة ما توصف حياة المصاب بالاكتئاب المبتسم بأنها مثالية أو طبيعية.
الأعراض
يبدو أن الشخص المصاب بالاكتئاب المبتسم راضٍ أو مسرور بحياته من الخارج. لكنه يكافح من الداخل أعراض الاكتئاب المؤلمة. وعلى الرغم من أن كل شخص يتأثر بالاكتئاب بشكل مختلف ولكن من أولى علاماته:
- تغيرات في الشهية والوزن والنوم
- التعب أو الخمول
- مشاعر اليأس وتدني القيمة الذاتية
- فقدان المتعة بما هو حولك
ولن يعاني المصاب بالاكتئاب المبتسم من الأعراض إلا عند تواجده لوحده، أما ما يظهره الشخص في التجمعات و الأماكن العامة ومغاير تماماً. فيظهر التالي:
- النشاط والأداء الممتاز والعالي
- التفاؤل والبهجة والاستمتاع بالأنشطة الاجتماعية
- يُظهر الأفضل عن نفسه وأسرته
ويرجع ذلك إلى شعور المصاب بالاكتئاب المبتسم بالتالي:
- أن إظهار تعبك هو علامة على الضعف
- أنك ستسبب حملاً ثقيلاً على من يحبك إذا أخبرته بتعبك
- الإنكار الكلي لحالتك
- كونك تضمر أفكار انتحارية بالأصل، لذلك لا داعي لإظهار شيء فستتجه لإنهاء حياتك بسلام
الأسباب
تغيرات الحياة الكبيرة
فمثل حالات الاكتئاب الأخرى يمكن أن يحدث الاكتئاب المبتسم بسبب ظرف معين وقعت به، كالإساءة الجسدية أو الجنسية أو اللفظية أو تعرضك لفقدان أموال أو وظيفة، ونحوها..
الخوف من الأحكام المجتمعية
قد يتعامل الناس مع الاكتئاب ويعانون منه بشكل مختلف اعتمادًا على خلفيتهم الثقافية، كأن يعتبر الناس أن الأمراض النفسية تحدث بسبب البُعد عن الله وأنها أصلا من مس الجن ونحوه، فلا تستطيع التحدث أو إظهاره.
أو أن يعاني الرجال من الحكم عليهم بشأن رجولتهم إذا تحدثوا عن مشاعرهم أو البكاء عليها. أو قد يصفوك العائلة بأنك ترغب الاهتمام وضعيف أو كسول.
توقعاتك نفسك أو الآخرين منك
لدينا جميعًا في بعض الأحيان توقعات غير منطقية حول مدى ما يمكننا أن نحسنه أو ننجزه. وقد تكون هذه التوقعات من الأصدقاء والعائلة وزملاء العمل والآباء والأشقاء. فإذا كانت مشاعرك لا تتناسب مع تلك المعايير فقد تكون أكثر ميلًا لمحاولة إخفاءها.
كما قد يكون الساعون للكمال أكثر عرضة للخطر بسبب المعايير المستحيلة التي يضعونها لأنفسهم. فحقيقة أن الكثير من الناس قد لا يدركون حتى حزنهم أو يرفضون طلب المساعدة هو ما يجعلهم أكثر عرضة للإصابة بالمرض.
